روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

بيان في الذكرى اﻠ 74 لنصر الشعوب العظيم على الفاشية

 

سجَّل بيان أصدره المكتب اﻹعلامي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني في الذكرى اﻠ 74 لنصر الشعوب العظيم على الفاشية، ما يلي:

"إن ذكرى 9 أيار\مايو اﻠ74 لنهاية الحرب العالمية الثانية، ليست "يوم الاتحاد الأوروبي"، كما يُسعى لتكريسها بنحو منافٍ للتاريخ في السنوات الأخيرة من قبل ممثلي هذا البناء الفوقي الرجعي. إنه يوم نصر الشعوب العظيم على الفاشية، و الملحمة الخالدة للجيش الأحمر السوفييتي وحركات المقاومة في أوروبا، مع الدور الطليعي والحاسم للأحزاب الشيوعية.

يُكرِّم الحزب الشيوعي اليوناني كل أولئك الذين كافحوا و امتشقوا السلاح، والذين ضحوا و عُذبوا  و أرسلوا للمنفى و جميع الذين نشطوا بكل السُبل ضد المحور الإمبريالي النازي الفاشي لألمانيا وإيطاليا واليابان وحلفائهم.

إن الحزب الشيوعي اليوناني فخور لأنه شكَّل روح و مرشد و مانح الدم الرئيسي للنضال البطولي لجبهة التحرير الوطني و الجيش الشعبي لتحرير اليونان و منظمة الشباب اليوناني الموحدة و لغيرها من منظمات الجبهة . لقد منح الحزب على مدى فترة اﻹحتلال الثلاثي زهرة قواه في النضال ضد النازية – الفاشية، حيث سطَّر آلاف أعضائه بنشاطهم البطولي و تضحيتهم بعضاً من أكثر الصفحات ذهبيةً في تاريخه الممتد 100 عاماً، و أسهموا في تحقيق النهاية الظافرة في الحرب.

لقد كانت الحرب العالمية الثانية و على غرار سابقتها الأولى، نتيجة احتدام كبير للتناقضات الإمبريالية من أجل إعادة اقتسام الأسواق و هي التي احتدمت في ظروف أزمة رأسمالية. و أكدت على أنه عندما لا يمكن حل تناقضات الاحتكارات للسيطرة على الأسواق و الربحية عن طريق التوافقات الهشة ضمن "سلام" إمبريالي، فإن حلها يكون بالحرب.

و لهذا السبب يجب أن تكون الشعوب اليوم متيقظة، خاصة في منطقتنا، في شرق المتوسط و الشرق الأوسط، حين يصطدم   الإمبرياليون حول "تفاحة الخلاف" المتمثلة في موارد الثروة الانتاجية و طرق الطاقة. اليوم، حيث تقوم حكومة سيريزا التي تلعب الدور القذر لـ "المفصلة" الجيوسياسية الأمريكية، بتحويل البلاد إلى قاعدة أمريكية أطلسية شاسعة وتروج لمخططات الناتو والاتحاد الأوروبي الخطيرة في إطار مزاحمتهما القائمة مع بلدان رأسمالية عاتية أخرى.

إن يوم9 أيار\مايو، يوم النصر العظيم للشعوب على الفاشية، و على الرغم من المحاولات الرجعية و اللاعلمية لإعادة تسميته  "يوم أوروبا" سوف يُذكِّر و إلى الأبد بأن الاتحاد السوفييتي هو الذي وجَّه الضربة الحاسمة للوحش النازي، مع  منحه أكثر من 20 مليوناً من القتلى، في حين قدمت البلدان الرأسمالية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى مساعدة كبيرة لألمانيا النازية من أجل استعمالها كقوة ضاربة ضد الاتحاد السوفييتي.

إن تحقيق المعارك المنتصرة للجيش الأحمر في ستالينغراد، و كورسك، و لينينغراد، و برلين، و سحق  النازية أخيرا، كان ممكناً بفضل  تفوق النظام الاشتراكي و السلطة العمالية و المزايا التي يتيحها التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج والتخطيط المركزي للاقتصاد. حيث تمكن الاتحاد السوفييتي بفضل هذه المزايا من أن يغدو قوة اقتصادية عزيزة و أن يخلق جيشاً شعبياً مقتدراً في المعارك.

إن الاتحاد الأوروبي الذي أولج في أيديولوجيته نظرية "الطرفين"  الغير مقبولة  و مساواته للمسخ النازي  بالشيوعية، يتصدَّر في العداء للشيوعية و تشويه التاريخ. حيث يجري في البلدان الاشتراكية السابقة مثل هنغاريا وبولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا و بدعم من الاتحاد الأوروبي حظر الأحزاب والرموز الشيوعية، ويتم تكريم أعوان اﻹس إس مع  تدمير النُصُب التاريخية للنصر على للفاشية.

هذه هي "القيم التأسيسية للاتحاد الأوروبي"، التي يمتدحها حزبا سيريزا و الجمهورية الجديدة و جميع  أحزاب "مسار الاتحاد الأوروبي اﻹجباري". حيث يسعى سيريزا مع تلك القوى، التي تقوم في بلدانها بسحق الحقوق العمالية الشعبية، والتي تدعم الانقلابات والمشاركة في التدخلات الإمبريالية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع إدماء الشعوب و مفاقمة مشكلة اللجوء و النزوح، إلى تأسيس "تحالفات تقدمية" تزعم مواجهة صعود اليمين المتطرف والقومية في الاتحاد الأوروبي.

و يبرهن تاريخ نصر الشعوب على الفاشية و إجمالاً تاريخ الحرب العالمية الثانية، بنحو واضح لا يمحى، أن النازية - الفاشية هي وليدة و ربيبة النظام الرأسمالي بعينه، و في كل حال فإن هتلر كان قد تسلق نحو السلطة بدعم من الاحتكارات الالمانية و غيرها. و هو يبرهن أن وحدها الحركة العمالية الشعبية المستهدفة تحقيق السلطة العمالية، هي القادرة على مواجهة الفاشية جوهرياً و اجتثاثها، و على مواجهة قوى كهذه مثل منظمة الفجر الذهبي النازية في بلدنا و نشاطها الإجرامي. و يبرهن أن القوى  التي تخدم النظام العفن، و الناتو، و الاتحاد الأوروبي، و التي تمارس سياسات مناهضة للشعب بإسم "التقدم" مبدية تسامحها مع النشاط الفاشي، تعجز عن ضمان الصراع ضد القوى الفاشية.

إن يوم 9 أيار\مايو يُلهم الشعوب ويعلمها الإيمان بقوتها. حيث باستطاعة الشعوب و من واجبها اليوم تجريب قوتها هذه للتخلص من المذكرات الدائمة والفقر والبطالة.

إننا نواصل بثبات مع امتلاكنا اعتقاداً راسخاً بأن الاشتراكية هي ضرورية و راهنية، و أنها هي الرد الوحيد على النظام الرأسمالي الهمجي الذي يلد الفاشية – النازية و يغذيها و يسبب الفقر و الحرب و اللجوء للشعوب من أجل أرباح القِلة".

 

 

 

09.05.2019