أقرَّت الأغلبية البرلمانية لحزب الجمهورية الجديدة اليميني الحاكم تعديلاً قانونياً يحظر الاحتجاجات عند نصب الجندي المجهول، قرب مبنى البرلمان في أثينا، والذي غالباً ما يُصبح مكاناً للمظاهرات.

هذا و أصبحت الساحة أمام النصب مؤخراً، مركزاً لاحتجاجات أقارب ضحايا أكبر جريمة قطارات مميتة في اليونان، والتي وقعت في شباط\فبراير 2023، عندما اصطدم قطار شحن بقطار ركاب، حيث كانا يسيران في اتجاهين متعاكسين على السكة ذاتها. أسفر الحادث عن مقتل 57 شخصاً، معظمهم طلاب عائدون إلى جامعاتهم بعد عطلاتهم.

و للأسف، أكد حادث اصطدام القطارين، صوابية الاحتجاجات التي عبّر عنها نقابيو السكك الحديدية ونواب الحزب الشيوعي اليوناني في البرلمان اليوناني قبل أيام قليلة من وقوع المأساة، فيما يخصُّ  وجود نواقص في أنظمة السلامة اللازمة، التي كانت  الدولة البرجوازية قد ضحّت بها على مذبح ربحية الشركات الكبرى. حيث أصبح شعار "إما أرباحهم أو حياتنا"، الذي تردد صداه في المظاهرات الحاشدة بعد جريمة تِمبي، يُكتبُ الآن على لافتات النقابات العمالية ومنظمات الاتحادات الطلابية.

و في غضون ذلك، شُيِّدَ نصب تذكاري مؤقت لضحايا مأساة السكك الحديدية في جزء صغير من الساحة أمام نصب الجندي المجهول. و كُتبت أسماء الضحايا بالطلاء الأحمر على الأرض، محاطة بالشموع و الزهور.

و قام بانوس روتسي، الذي فقد ابنه دينيس البالغ من العمر 22 عاماً في حادث القطار، مؤخراً باﻹضراب عن الطعام لمدة 23 يوماً بالقرب من النصب التذكاري المؤقت، مطالباً باستخراج جثة ابنه لإجراء اختبارات السموم واختبارات الحمض النووي لتحديد السبب الدقيق للوفاة. وقد أيد الحزب الشيوعي اليوناني، وكذلك معظم أحزاب المعارضة في اليونان، مطلبه. وفي نهاية المطاف، منحت السلطات القضائية الإذن باستخراج الجثة في أوائل تشرين الأول\أكتوبر.

و في حديثه من منبر البرلمان، استنكر ذيميتريس كوتسوباس، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، أن مشكلة الحكومة الحقيقية لا تكمن في الحفاظ المزعوم على طابع نصب الجندي المجهول. وأضاف: «إن مشكلتكم هي في الاحتجاج والتحركات الشعبية، كما تجلى مؤخراً، بمناسبة إضراب بانوس روتسيس عن الطعام ودعم مطلبه العادل». وتابع: «ما من قوانين و تعديلات أو أسوار تُثني زخم الشعب العازم على الفوز بحقه».

23.10.2025