روابط المواقع القديمة للحزب
تظاهرات كبيرة للحزب الشيوعي اليوناني قبل اﻹنتخابات

تفرَّد طيات عشرات التظاهرات السابقة للانتخابات والفعاليات الأخرى، التي تُقيمها منظمات الحزب الشيوعي اليوناني في جميع أنحاء البلاد قبل معركة انتخابات 21 أيار\مايو.

هذا و نُظِّمت يوم الجمعة 5\5 تظاهرة كبيرة في الساحة المركزية لمدينة لاريسا، عاصمة محافظة ثِساليِّا. تحدَّث فيها ذيميتريس كوتسوباس، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، و انتقد الأحزاب البرجوازية (الجمهورية الجديدة و سيريزا و الباسوك) التي حكمت في السنوات الأخيرة، على المشاكل التي سببتها للطبقة العاملة و لفقراء المزارعين وصغار الشرائح الوسطى. و تطرَّق في كلمته إلى جريمة السكك الحديدية الأخيرة التي وقعت في منطقة تِمبي قرب مدينة لاريسا، مضيفاً :
«في محافظة ثِيساليِّا وحدها، يقع ما متوسطه سنوياً 200 “حادث عمل”. و في نهاية المطاف فإن ما وقع في تِمبي يحدث في كل حياتنا، في حياتنا اليومية. إننا بصدد نظام و دولة و سياسة تقترف و باستمرار الجرائم ضد العمال والشعب، من أجل خدمة مصالح القلة، مصالح مجموعات الأعمال. و هي تضحِّي تارة بظروف بقائنا ودخلنا، وحقوقنا، و حاجاتنا المعاصرة، و تارة أخرى تضحي حتى بحياتنا، كما حدث في عشرات الحالات. إن القاسم المشترك لكل هذه الحالات يتمثل في أرباحهم!. و على هذا النحو يتم تمهيد الطريق لوقوع المآسي التالية (...)».
و خلال حديث الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني في مدينة لاريسا، التي تستخدم الولايات المتحدة مطارها العسكري كقاعدة جوية جديدة لها في اليونان، تطرَّق إلى الحرب الإمبريالية الجارية في أوكرانيا: «يجري كل هذا في فترة تصعيد حرب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي و الاتحاد الأوروبي مع روسيا وحلفائها فوق أراضي أوكرانيا، مع احتمالية تعميم هذه الحرب. حيث يتضاعف سلفاً عدد الصدامات الحربية وبؤر التوتر في جميع أنحاء الكوكب، مما يُعزز واقعة تحوُّل محافظة ثِساليِّا بأكملها و بلادنا بنحو أشمل إلى قاعدة انقضاضية حربية ضد شعوب أخرى، مما يجعل شعبنا في ذات الوقت ضحية وهدفا لضربات انتقامية من مراكز إمبريالية منافِسة.
إن توريط بلدنا في الحرب في أوكرانيا، و إجمالاً في خطط الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي، هو أمر لا يُفرِّق بين أحزاب: الجمهورية الجديدة و سيريزا و الباسوك، بل على العكس من ذلك فهو يشكِّل المادة اللاصقة من أجل تشكيل الحكومة التالية المناهضة للشعب، أياً كان الحزب الذي سيأتي أولاً في نسبة الانتخابات، أكان حزب الجمهورية الجديدة أم سيريزا. لأن أحزاب الجمهورية الجديدة و سيريزا و الباسوك تتلاقى على هدف الترقية الجيوستراتيجية للطبقة الحاكمة في البلاد، و تحويل اليونان إلى "مركز طاقوي" في المنطقة الأشمل، مما يخدم مصالح رأس المال، أي مصالح القلة، ويخلق مخاطر جديدة.
و بالتأكيد، لا يستفيد الجميع من هذا الهدف. إن الرابحين في كل حال هم مالكو السفن ومجموعات الطاقة وغيرهم ممن يرون أرباحهم تزداد من نقل الغاز الطبيعي المسال الأمريكي من وتنفيذ استثمارات "خضراء" جديدة باسم "إنهاء الاعتماد" على الغاز الروسي. بينما يخسر الشعب في ذات الوقت، ليس فقط لأنه مدعو لدفع ثمن تعرفة طاقة أغلى و تعميق فقر الطاقة، بل و أيضاً لأن كل هذه الخطط تعني ذهاب مليارات إضافية من جيوب الشعب إلى برامج تسليح جديدة لا تضع في أولوياتها الدفاع عن البلاد. و يتمثل برهان على ذلك في صواريخ "باتريوت" التي أرسلت إلى السعودية و دبابات ليوبارد" التي يناقشون إرسالها إلى أوكرانيا.
نعلم أن باستطاعة أهالي لاريسا وثِساليِّا رؤية عدم كون هذه الخطط "ضمانة" و "درعاً" ضد العدوانية التركية، وفقاً لمزاعم حكومة حزب الجمهورية الجديدة والأحزاب الأخرى المخادعة. مثلما لم تشكِّل قواعد الناتو البريطانية في قبرص ضمانة أمام قيام الغزو والاحتلال التركيين.
باستطاعة أهالي محافظة ثِساليِّا رفض الحجج الزاعمة ﺑ "تعزيز الاقتصاد المحلي" بسبب وجود قوات عسكرية أجنبية! إننا نتحدث و في المقام اﻷول، عن أموال ملطخة بدماء آلاف من قتلوا على مر هذه السنين في سوريا وليبيا والعراق وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا وفي الكثير من التدخلات العسكرية الأخرى.
نتحدث أيضًا عن "تنمية" مرادفة للعفن والفساد والانحدار. و على غرار تفكير اﻷهالي بواقعة تِمبي، ينبغي عليهم التفكير في مسألة التورط في مخططات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، ورفضها. و ذلك لأننا نعم نقوم باحتساب حياة البشر المُزهقة!».
هذا و أشار الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني إلى أن على الرغم من الفروقات الجانبية المتواجدة بين الأحزاب البرجوازية المذكورة أعلاه، فإن التوجهات الرئيسية لبرامجها هي في صالح الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي و تشكل أساساً لقيام الحكومة التالية التي ستكون أيضاً مناهضة للشعب. ودعا الشعب إلى بعث رسالة تفاؤل وأمل، رسالة دعم حاسم للحزب الشيوعي اليوناني
08.05.2023