روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

عامٌ على الحرب الإمبريالية في أوكرانيا

دماء و دموع للشعوب و أرباح لرأس المال

يقف الحزب الشيوعي اليوناني بمتانة ضد الحرب الإمبريالية


 

قبل اثني عشر يوماً من إعلان فلاديمير بوتين عن "عملية عسكرية خاصة" كما وصَّف الغزو العسكري لأراضي أوكرانيا، كناَّ قد علَّقنا في صحيفة "ريزوسباستيس" على تصريحات المسؤول الأمريكي كورت فولكر الذي زعم حينها أن «من المحتمل أن تأخذ روسيا ثلث أوكرانيا» ، مُقدِّراً أن «أوكرانيا قد تفقد أي منفذ لها نحو بحر آزوف، مع تشكيل ممر بري يصل الاتحاد الروسي بشبه جزيرة القرم».

و سجَّلنا حينها بين أمور أخرى، ما يلي: «إننا لا نعلم ما إذا كان الوكيل الأمريكي قد أشار في تصريحه المذكور أعلاه إلى ما ستكون عليه الحدود الجديدة لأوكرانيا، أو ما إذا كان ذلك اقتراحاً توافقياً من جانب الولايات المتحدة إلى روسيا فيما يتعلق بتقسيم أوكرانيا و هو الذي تُجهل ماهية مقايضاته، أم أن التصريحات كانت مجرد ممارسة ضغط على قيادة أوكرانيا الحالية، ومع ذلك، فإن ما نعرفه هو أن الحدود إجمالاً لا تتغير بأسلوب غير دموي[1]».

لدينا اليوم بعد عام من بدء الصدام، الذي يذبح شعبي أوكرانيا وروسيا، بضع عشرات الآلاف (أو وفقًا لتقديرات أخرى مئات الآلاف) من القتلى والمعاقين، فضلاً عن الدمار الشامل لعشرات المدن والقرى. هذا وانتقلت الحدود الروسية الأوكرانية بالفعل إلى ساحة المعارك، حيث تمكنت روسيا عدا سيطرتها على معظم منطقة دونباس (من السيطرة على 60٪ من دونيتسك و 95٪ من لوغانسك) و (75٪) من خيرسون  و (80٪)  من زابورجيا و التي تم دمجها جميعاً في أراضي الدولة الروسية، بناءاً على المراسيم الرئاسية لبوتين، و ذلك على الرغم من تصريحاته الأولية بأن الغرض من "العملية العسكرية الخاصة" ليس احتلال أراضٍ أوكرانية. هذا و يصل حالياً إجمالي الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا عسكرياً إلى 18 ٪ ( كانت قد وصلت في شهر آذار\مارس 27 ٪) من مساحة أوكرانيا.

و فعلياً و كما كانت "نبوءة" الوكيل الأمريكي أعلاه، فقد طردت روسيا أوكرانيا من بحر آزوف، وأنشأت ممراً للتواصل البري بين أراضيها وشبه جزيرة القرم، التي كانت قد ضمتها إلى أراضيها منذ عام 2014.

و كما كتب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس السابق للبلاد، دميتري ميدفيديف، بسعادة في 3\2\2023: «إن الاقتصاد الأوكراني يتحول بسرعة إلى كومة من الخشب العفِن» و هذا لأن أوكرانيا - كما كتب – فقدت سلفاً أكثر من 40٪ من إمكاناتها الصناعية الوطنية وحوالي 15٪ من ناتجها المحلي الإجمالي قبل الحرب، وهي الآن تفتقر إلى الوصول إلى أكثر من 12 تريليون دولار من المواد الأولية، بما في ذلك 63٪ من مكامن الفحم و 42٪ من معادنها[2].

من هو الرابح و من الخاسر؟

إن الممثل المذكور أعلاه للرأسمال الروسي "يفرك يديه" لأن روسيا الرأسمالية، قامت مع "ارتدائها جلد خروف" مناهضة الفاشية و  استخدامها "هراوة" الملاحقات ضد أي صوت معارض في الداخل، احتلت وتحكمت ببحر آزوف بالكامل، فضلا عن آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي الخصبة والثروة الباطنية والبنى التحتية الصناعية التي كانت ملكية أوكرانيا، فضلا عن بضعة ملايين من اﻷيادي العاملة التي تنتقل إلى حوزة الاحتكارات الروسية.

كما و "يفرك أيديهم" أيضاً كل من:

         ·            الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لأن احتكارات الطاقة الأمريكية ستزود أوروبا بالغاز الطبيعي المسال الأغلى ثمناً، بينما مُنحت الولايات المتحدة الأمريكية إمكانية "إعادة التفافٍ" نسبي وزيادة تعزيز ﻠ"عش دبابير" حلف الناتو والذي كان قد "تفتَّق" في الفترة السابقة.

         ·             الاتحاد الأوروبي، الذي وجد حجة أخرى للترويج لـ "استراتيجية النمو الأخضر" التي تربح منها احتكارات الطاقة الأوروبية، سواء تلك التي تنشغل مع "مصادر بديلة" (الألواح الشمسية، توربينات الرياح و ما شاكلها) والكلاسيكية و قطاعات أخرى من رأس المال، كمثال مالكي السفن اليونانيين، الذين حققوا ثروات في عام واحد من الحرب.

         ·            رأسماليو الصين والهند والبرازيل و بلدان أخرى، الذين وجدوا طريقة لاستيراد المواد الأولية الروسية بنصف سعرها، وخاصة النفط، مستفيدين من الخلافات القائمة في السوق الدولية.

         ·            ممالك الخليج التي زادت "قائمة زبائنها" و طبقة تركيا البرجوازية التي تلعب دور "الوسيط" و  دور "عقدة" المصالح والسلع بين الجانبين.

         ·            كل تلك الدول الرأسمالية، التي تملك صناعة حربية متطورة (الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، وتركيا، وإيران و ما شاكلها) والتي تنتج وتختبر في ساحات القتال آلات قتل جديدة، وتربح من تجارة الموت.

         ·            الطبقة البرجوازية الأوكرانية التي "حصَّنت" سلطتها بنحو أبعد، لأنها ربطت من ناحية مصالحها الخاصة بشكل أوثق بمصالح البلدان الرأسمالية الأخرى العاتية في الكتلة الأوروأطلسية، و مررت من ناحية أخرى، داخلياً باسم "الوطنية" ودفاعها عن وحدة أراضي البلاد واستعادة الأراضي، مناخ "وحدة روح وطنية" مع تطعيمه بالكثير من العداء للشيوعية والشوفينية و اﻹحقاق التاريخي لأعوان النازيين ...

و بالتأكيد يستمر الصدام العسكري بين قوى الناتو و روسيا، ما دام لمدى استمرارها و طبيعة الوسائل التي سيتم استخدامها، وأخيراً لكيفية "الصورة المتشكلة على الأرض" انعكاس مباشر على أرباح وخسائر كل جانب.

من الخاسرون حتى الآن؟

هناك أيضاً قطاعات من رأس المال خسرت خلال هذه الفترة. و مع ذلك، فإن هذا التطور هو متأصل في الرأسمالية، حيث توجد منافسة داخل القطاعات وفيما بينها، ونمو غير متكافئ، و من غير الممكن أن تربح جميع قطاعات رأس المال في نفس الوقت في ظروف الفوضى والمنافسة الشرسة، وهي سمات كلاسيكية للاقتصاد الرأسمالي حتى في أوقات السلم.

ومع ذلك، فإن الخاسر الأكبر في عام واحد من الحرب الإمبريالية هي الشعوب، التي إما تدفع بدماء أبنائها ثمن أرباح رأس المال المذكورة أعلاه، أو من جيوبها، لأن الحرب عززت الغلاء والتضخم و تبخُّر الدخل الشعبي.

عن "صوف الكبش الذهبي" المعاصر

أبرز الحزب الشيوعي اليوناني  لشعبنا منذ اللحظة الأولى و دون تردد الأسباب الحقيقية للحرب. وفق ما انطبع في قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بشأن الحرب الإمبريالية في أوكرانيا: «إن شعب أوكرانيا يدفع منذ ما لا يقل عن عقدٍ من الزمن، ثمن المزاحمات و التدخلات الجارية من أجل اقتسام الأسواق ومناطق النفوذ من جانب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي واستراتيجية التوسُّع الأوروأطلسية، و استراتيجية الاتحاد الروسي الرأسمالي من أجل خططه الاستغلالية على حساب الشعوب، الجارية من جهة أخرى من أجل تعزيز ائتلافه الإمبريالي (الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، منظمة معاهدة الأمن الجماعي) في منطقة الاتحاد السوفييتي السابق[3]».

و أظهر الحزب الشيوعي اليوناني  أن «التدخل العسكري الروسي  يقدِّم في جوهره، إشارة البداية الرسمية لحرب أُعدَّت بمادة قابلة للاشتعال كانت قد تراكمت في عمق الزمن. حيث يتواجد في مركزها اقتسام الثروة الباطنية والطاقة والأراضي وقوة العمل وخطوط وشبكات الأنابيب و شحن البضائع و الركائز الجيوسياسية و حصص الأسواق».

و رفض حزبنا الذرائع التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ومن بينها الحكومة اليونانية ، حول "المراجعة" و "الديمقراطية"  و "حرية اختيار الحلفاء" و ما شاكلها، من أجل دعم حكومة زيلينسكي الرجعية. وأشار إلى أن "أولى الأساتذة" الذين حولوا حتى بعض أحكام القانون الدولي إلى "حبر على ورق" هم الإمبرياليون الأوروأطلسيون.

كما رفض الحزب الشيوعي اليوناني حجج الجانب الروسي كاستحضار مناهضة الفاشية، من أجل الترويج لخطط احتكاراته في المنطقة، والاستفادة من المشاعر القوية المناهضة للفاشية لدى الروس وجميع الشعوب، التي تكلفت ملايين القتلى في صراعها ضد الاحتلال الألماني الفاشي النازي و فظائعه. هذا و كان قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني قد أفاد في سياقه: «إننا لا ننسى أن روسيا الرأسمالية نفسها - والتي تتصدَّر اليوم العداء للشيوعية - تحافظ على علاقات ودية مع زُمرٍ يمينية متطرفة في العديد من البلدان، و أن القيادة الروسية تُشيد علانية بمُنظِّري الفاشية الروسية».

الأممية البروليتارية ضد المذبحة الإمبريالية

 أعد الحزب الشيوعي اليوناني بالاشتراك مع الحزب الشيوعي لعمال إسبانيا  و الحزب الشيوعي المكسيكي، و الحزب الشيوعي  التركي بيانًا مشتركاً للأحزاب الشيوعية والعمالية، والذي تم نشره على الفور (بتاريخ 26\2\2022) وحظي بدعم 44 حزباً شيوعياً و 30 منظمة شبيبية شيوعية من جميع أنحاء العالم.

هذا و كان هذا البيان المشترك المهم للغاية قد أبرز:

         ·             أن تفكيك الاتحاد السوفييتي و إعادة تنصيب الرأسمالية الرأسمالية تعني تفكيك مكاسب تاريخية عمالية و شعبية و إعادة شعوب الاتحاد السوفييتي إلى حقبة الاستغلال الطبقي والحروب الإمبريالية.

         ·            أن التطورات في أوكرانيا التي تجري فوق أرضية الرأسمالية الاحتكارية، هي مرتبطة بخطط الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و بتدخلها في المنطقة في سياق المزاحمة الشرسة لهذه القوى مع روسيا الرأسمالية، من أجل السيطرة على الأسواق والمواد الأولية وشبكات النقل في البلاد.

         ·            إدانة نشاط القوى الفاشية والقومية في أوكرانيا، و العداء للشيوعية و الخطاب الموجه ضد لينين والبلاشفة والاتحاد السوفييتي، الذي تلجأ إليه القيادة الروسية.

         ·            يُسجَّل أن ما من مصلحة لشعبي البلدين (روسيا و أوكرانيا) الذين عاشا بسلام و حققا المعجزات معاً في إطار الاتحاد السوفييتي- ولكن أيضاً لجميع الشعوب الأخرى- في الاصطفاف إلى جانب هذا الإمبريالي أم سواه، أو هذا التحالف أم سواه، الذي يخدم مصالح الاحتكارات.

         ·            رفض الأوهام الخطيرة التي تنشرها القوى البرجوازية، و هي القائلة بإمكانية وجود "هندسة أمنية أفضل" مختلفة في أوروبا، بمداخلة من الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي "دون خطط حربية و وجود منظومات أسلحة هجومية على أراضيها"، أو بوجود "اتحاد أوروبي سلمي" أو "عالم مسالم متعدد الأقطاب"، و التأكيد على حقيقة تأصُّل الحروب اﻹمبريالية في الرأسمالية.

         ·            دعوة شعوب البلدان التي تتورط حكوماتها خاصة من خلال الناتو والاتحاد الأوروبي كما و من خلال روسيا، في التطورات لمحاربة دعاية القوى البرجوازية التي تدفع الشعوب إلى "ماكينة لحم" الحرب الإمبريالية عبر مختلف الذرائع الواهية. و أن تطالب بإغلاق القواعد العسكرية، وعودة القوات المتواجدة خارج البلاد، وتعزيز الصراع من أجل فك ارتباط البلدان عن الخطط والتحالفات الإمبريالية، كحلفي الناتو والاتحاد الأوروبي.

         ·            التأكيد في ختام البيان على أن مصلحة الطبقة العاملة والشرائح الشعبية تفرض تعزيز المعيار الطبقي في تحليل التطورات، و رسم طريقنا المستقل ضد الاحتكارات و الطبقات البرجوازية، من أجل إسقاط الرأسمالية وتعزيز الصراع الطبقي، ضد الحرب الإمبريالية، من أجل الاشتراكية.

متعددُ اﻷشكال هو نشاط الحزب الشيوعي اليوناني ضد الحرب الإمبريالية

منذ اللحظة الأولى للحرب أوضح الحزب الشيوعي اليوناني موقفه الشفاف و النقي للشعب اليوناني.

و في الخامس والعشرين من شباط\فبراير، أجرى الحزب تظاهرة و مسيرة كبيرة من السفارة الروسية إلى السفارة الأمريكية في أثينا ضد الحرب الإمبريالية و ضد مشاركة اليونان فيها، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

و في اﻷول من نيسان\أبريل طوَّر الأمين العام للجنة المركزية للحزب، ذيميتريس كوتسوباس مواقف الحزب من منبر البرلمان، وانتقد بنحو لاذع الحكومة و أحزاب "طيف الناتو" الأخرى  لتوريطها البلاد بنحو أعمق في الحرب، و رد على تحريفات التاريخ المناهضة للشيوعية ودعا لخوض النضال لإغلاق قواعد الولايات المتحدة والناتو في البلاد، ولعدم إرسال أنظمة الأسلحة والبعثات العسكرية اليونانية إلى الصدام، و إلى تعزيز الصراع من أجل فك الارتباط عن مختلف الاتحادات الإمبريالية، مع  إمساك الشعب فعلياً بدفة السلطة.

أوضح الحزب الشيوعي اليوناني، بالأفعال وليس بالكلام فقط موقفه للشعب:

نظم الحزب حملة كبيرة لإعلام الشعب في جميع أنحاء البلاد بالتطورات الخطيرة. و مهيب كان التجمع المناهض للحرب الذي نظمه الحزب الشيوعي اليوناني في الأول من نيسان\أبريل خارج البرلمان.

و نظم حزبنا تحركات مهمة ضد الحرب خارج القواعد الأمريكية في ألكساندروبوليس و سوذا و لاريسا و ستيفانوفيكيو و غيرها. و دعم النشاط المقابل للنقابات العمالية والمنظمات الجماهيرية في البلاد. و أغلق الطرق والسكك الحديدية والموانئ التي تستخدمها قوات الناتو. و كان الشيوعيون طليعيين في الصراع ضد الإمبريالية، ولهذا السبب تعرضوا للاعتداء من قبل الآليات القمعية للدولة البرجوازية، كما حدث في ميناء ثِسالونيكي في 6 نيسان\أبريل، عندما ضربت قوى حفظ النظام مظاهرة الإضراب، واعتقلت وجرّت إلى المحكمة، أعضاء في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني و المجلس المركزي للشبيبة الشيوعية و أحد صحفيي جريدة "ريزوسباستيس و عدداً من النقابيين.

هذا و نجح الحزب الشيوعي اليوناني في التألق حتى أثناء غيابه، عندما نُظِّمت فعالية في البرلمان اليوناني يوم 7 نيسان\أبريل، بحضور جميع الأحزاب الأخرى، كانت قد تضمنت خطاباً لزيلينسكي و لممثل كتيبة آزوف للنازيين الجدد. حيث بقيت مقاعد الحزب الشيوعي اليوناني فارغة، عندما كان ممثلي جميع أحزاب "الطيف" الأطلسي قد احتلوا مقاعدهم.

و في البرلمان الأوروبي، صوَّت الحزب الشيوعي اليوناني ضد الهذيان الحربي للإمبرياليين اﻷوروبيين، الذي دعا إلى زيادة هائلة في الدعم الحربي لحكومة زيلينسكي الرجعية، و شجب نحو الشعب هذه الواقعة، في حين قامت أحزاب: الجمهورية الجديدة و سيريزا و الباسوك بدعم هذا الهذيان بنحو مشترك.

و في الوقت نفسه، تحمَّل الحزب جزءاً كبيراً من الصراع الأيديولوجي السياسي في الحركة الشيوعية الأممية، حيث شديدة هي  الإلتباسات المتواجدة في مختلف الأحزاب.

حيث أكَّد يورغوس مارينوس،  عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، من منبر اللقاء اﻷممي اﻠ22 للأحزاب الشيوعية و العمالية في هافانا (28-30 تشرين اﻷول\أكتوبر 2022):«إن موقف الشيوعيين من الحرب الإمبريالية هو مسألة حاسمة. و هو يتحدَّد من واقعة كون الحروب التي تشنها الطبقات البرجوازية في عصر الإمبريالية والرأسمالية الاحتكارية، حروباً إمبريالية ظالمة. مدعوَّة هي الشعوب لإدانتها و لتعزيز صراعها الأيديولوجي والسياسي والجماهيري المستقل من أجل إسقاط سلطة رأس المال، والقضاء على الاستغلال الرأسمالي، وبناء الاشتراكية – الشيوعية. إن كل انحراف عن هذا المبدأ يقود بنحو موضوعي إلى الاصطفاف خلف مصالح الطبقات البرجوازية، أو خلف أحد معسكرات "اللصوص" هذا أم ذاك، مع عواقب مؤلمة».

هذا و أشار الحزب الشيوعي اليوناني ضمن صفوف الحركة الشيوعية العالمية إلى الرؤية اللينينية للإمبريالية، و هي التي لا تُطابق مفهوم الإمبريالية ببساطة مع السياسة الخارجية العدوانية، بل بالرأسمالية الاحتكارية و وصَّف سماتها المعاصرة الأساسية. و أشار في الوقت نفسه، إلى الدروس التاريخية لحزبنا حول مسألة الصراع ضد الفاشية، التي هي ربيبة الرأسمالية، و إلى كلام   برتولت بريخت الذي أكّّد فيه على أن: «بغير اﻹمكان محاربة الفاشية، إلا باعتبارها رأسمالية في أشد صيغها فجاجة و اضطهاداً، كرأسمالية أشد وقاحة و خداعاً». و سجَّل أن الصراع ضد الفاشية لا ينبغي أن يستند إلى القوى البرجوازية أو إلى التحالف معها، ولا ينبغي فصله عن النضال ضد "الرَحم" الذي يلدها.

لقد خاض حزبنا أيضاً و بالتنسيق مع عدة أحزاب أخرى، معارك ضد موقف دعم الطبقات البرجوازية والاتحادات الإمبريالية، وضد كافة من يشوه المواقف الماركسية اللينينية من الحرب والإمبريالية و يعيد النظر بها، و أبرز الحزب راهنية و ضرورة الاشتراكية.

الدعم الانتخابي للحزب الشيوعي اليوناني - صوت ضد المذبحة التي توافق عليها جميع الأحزاب الأخرى

 يجب على العمال التفكير في الرسالة التي سيرسلونها بأصواتهم أمام الانتخابات البرلمانية المقبلة.

أسيعززون تلك القوى (حزب الجمهورية الجديدة و سيريزا و الباسوك) التي حوَّلت اليونان إلى قاعدة انقضاضية للحرب الإمبريالية، أم تلك التي لم تقم خلال الفترة السابقة حتى بتحرك واحد ضد الحرب (على سبيل المثال: ميرا 25) أو أنهم سيعززون الحزب الشيوعي اليوناني الذي كافح ضد الحرب في اتساق بين أقواله و أفعاله و ضد استهداف الشعب وتوريط البلاد في الحرب؟

فليفكر العمال في التالي: قامت ألمانيا قبل عام  - بعد اندلاع الحرب مباشرة -  بإرسال خوذٍ عسكرية إلى أوكرانيا، و هي ترسل اليوم دبابات "ليوبارد". و قبل عام كانت الولايات المتحدة "تُصرِّفُ" في أوكرانيا عتادها القديم، و من ثم منحتها صواريخ هيمارس المتطورة، وهي الآن تستعد لمنحها أحدث دبابات "أبرامز". و يتحدث جميعهم (الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي) الآن عن تعزيز أوكرانيا بطيران حربي. و يستخدم أيضاً كلا جانبي الحرب (الناتو و روسيا) التهديدات باستخدام أسلحة نووية.

لا يمكن ألا تكون هذه التطورات معياراً للتصويت.

إن العمال والشباب الواعين، لن يصبوا بأصواتهم  "زيتاً" جديداً على "نيران" المذبحة الإمبريالية، التي تهدد "بابتلاع" بلدان أخرى أيضاً، بل سيعززون الحزب الشيوعي اليوناني، الذي يكافح ضد الحروب الإمبريالية و يُبرز المنفذ للشعب اليوناني و للشعوب اﻷخرى! هو طريق السلام والاشتراكية!

 إليسيوس فاغيناس

 عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني و مسؤول قسم علاقاتها اﻷممية

نُشِر بتاريخ 18-19\2\2023 في صحيفة "ريزوسباستيس" الناطقة باسم للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني



[1]        عن الاحتدام الجاري بين القوى الأوروأطلسية وروسيا: نُشر في عدد صحيفة "ريزوسباستيس" الصادر بتاريخ 12\2\2022

            http://inter.kke.gr/ar/articles/--01597/

 

[2]    صحيفة "كوميرسانت" الروسية 3\2\2023.

[3]         قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بشأن الحرب الإمبريالية في أوكرانيا

            http://inter.kke.gr/ar/articles/--01634/