روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

1. تُوجِّه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني دعوة إلى الطبقة العاملة في البلاد، والعاملين لحسابهم الخاص في المدن والريف، والمهنيين والحرفيين والعلماء والمزارعين، و إلى شباب و شابات التعليم العالي والثانوي و نساء العائلات الشعبية.

ندعوهم إلى خوض نضال جماهيري حازم دون تراجع للدفاع عن حياتهم ومستوى معيشتهم ودخلهم، من أجل حياة كريمة مع حقوق عصرية. من أجل مستقبل خالٍ من انعدام الأمن وعدم اليقين الحالي.

حان الوقت الآن لإظهار قوة الشعب.

لكي يتحول السخط والغضب إلى صراع منظم.

إننا ندعوهم إلى تنحية منطق "الانتظار" جانباً. حيث لن يخرج أي شيء إيجابي من التحركات والتلاعبات والاختيارات التي تقوم بها الطبقة الحاكمة وطاقمها السياسي، للإطباق على السخط الشعبي.

باستطاعة الشعب و ينبغي عليه أن يصبح بطل التطورات! عبر خوض نضال موحد على مستوى البلاد. مع الإعداد والتنظيم "من الأسفل". في بؤر المقاومة وجبهات النضال في كل قطاع، و في كل موقع عمل ودراسة، في كل مدينة و حي سكني و قرية. مع منظور تلاقي الجميع رجالاً و نساءاً في التحركات المزمعة على المستوى الوطني، و في معارك الإضراب الكفاحية والجماهيرية للفترة المقبلة.

حيث لا ينبغي أن ينحبس الغضب الشعبي المتزايد باستمرار في «سُكون» انتظار الانتخابات النيابية. و ألا يقع في شرك  المعضلات الانتخابية والمواجهات الثانوية القائمة بين أحزاب النظام. حيث لا يكفي أن تغادر حكومة مناهضة للشعب، لتأتي حكومة تالية تواصل ذات المسار من أجل خدمة مطالبات رأس المال الكبير و الإلتزامات المتخذة تجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة - الناتو. على غرار ما شاهدنا المسرحية هذه من قبل.

إن ما نحتاجه اليوم لكي يولد الأمل والتفاؤل من جديد، هو انطلاقة كفاحية جديدة، مع الحزب الشيوعي اليوناني في المقدمة، قوياً، ضد فقر الطاقة و الغلاء، ضد ما يسمى التحول الأخضر و بورصة الطاقة، واستنزاف العمال وتدمير البيئة، ضد الحرب الإمبريالية و ضد أي شكل لمشاركة اليونان بها، ضد خطط الناتو والاتحاد الأوروبي التي يدفع الشعب اليوناني ثمنها الباهظ عبر الإنفاق الحربي اليوم، و سينتهي به اﻷمر غداً بدفع ثمنها بدماء أولاده.

إن ما هو مُلِحٌ هو تعزيز الروح النضالية داخل الطبقة العاملة وكل الشعب، في مواكبة للحزب الشيوعي اليوناني، و هو ما  سينطبعُ أيضاً في تغيير تناسبات القوى السياسية في كل مكان: اعتباراً من النقابة القاعدية والجمعية وصولاً حتى الانتخابات النيابية، والتي ستُجرى في أبعد تقدير حتى بداية صيف 2023، ولكن أيضاً في انتخابات البلديات والمقاطعات في تشرين اﻷول\أكتوبر 2023.

و ذلك لأن الشعب وحده قادر على إنقاذ نفسه في النضال من أجل إسقاط النظام و لهذا السبب فنحن بحاجة إلى حزب شيوعي يوناني أقوى بكثير.

2. إن اللحظات التي نعيشها هي حاسمة. حيث تستعرُّ الحرب الإمبريالية في أوكرانيا.

إن خطط ضم الأراضي التي تم احتلالها إلى الاتحاد الروسي من ناحية، و دعم المعسكر الأوروبي الأطلسي لحكومة زيلينسكي الرجعية المتعدد الأوجه، من ناحية أخرى وصولاً إلى تزويده بأسلحة ثقيلة، يغذيان الحلقة المُفرغة للمزاحمة والحرب الإمبرياليين.

حيث تتمثل ذروة ذلك في تهديدات كِلا الجانبين باستخدام الأسلحة النووية. و في ظل هذه الظروف، يغدو مطلب فكاك اليونان من الحرب أمراً ضرورياً، من أجل منع تحويل الأراضي اليونانية والبنية التحتية للبلاد إلى "قواعد انقضاضية". إن عمليات تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم والبنية التحتية الحيوية الأخرى تؤكِّد هذه الضرورة.

و في الوقت نفسه، تتم إضافة بؤر توتر و مزاحمات إمبريالية جديدة بين المركز الأوروأطلسي (الولايات المتحدة - الناتو - الاتحاد الأوروبي) والمركز الأوروآسيوي (الصين – روسيا) الذي هو قيد الصياغة. و يتمثَّل جزء لا يتجزأ من هذه الخصومات أيضاً  في تدهور العلاقات اليونانية التركية، مع تصعيد عدوانية الطبقة الحاكمة التركية. حيث من المؤكد أن سعي الناتو لانتزاع تركيا من النفوذ الروسي - من أجل تماسك الناتو - سيغذي مساومات و مواجهات يقع شعبا اليونان وتركيا ضحايا لها، و كذلك، حقوق بلادنا السيادية.

و تتلبَّدُ غيوم أزمة اقتصادية رأسمالية جديدة في الاتحاد الأوروبي.

حيث تقوم حكومات و منظمات دولية و أحزاب سياسية برجوازية ووسائل إعلام بتحضير الشعوب لـ "فصول شتاء صعبة" قادمة.

يتحدثون عن "حالات طوارئ" و "ظروف حرب". إنهم ينذرون بصور بائسة تشمل "نقصاً كبيراً في الطاقة" و "قسائم طعام" و "اندلاع الغلاء" و "فقراً معمماً" و "مدناً مظلمة" و "بيوتاً باردة".

ليست كل هذه اﻷمور "ظواهر طبيعية"  وليست نتيجة "وضع سيء" كما يريدون تقديمها. و ليس مجرد "انحراف عن الحياة الطبيعية التي سنعود إليها في وقت ما"، كما يقولون.

إن المُذنبَ والأسباب المتواجدة خلف كل مشكلة شعبية، اعتباراً من الفقر والغلاء و وصولاً حتى الحرب و القمع والتنصت، هي نفسها و لها اسم:

- إنها السياسة التي تتبعها كل الحكومات البرجوازية، التي تضحي بحاجات الشعب على مذبح الربح الرأسمالي. و في كل حال، فإن "الشتاء الثقيل" لا يخص الجميع. ففي ذات ساعة عجز الأسر الشعبية عن تغطية نفقاتها الشهرية، تحطِّم أرباح مجموعات الأعمال في الطاقة والنقل والغذاء والدواء والسياحة وغيرها، أرقامها القياسية بنحو متتالٍ.

- إنها المآزق الضخمة، والتناقضات والتضاربات التي يعجز طريق التطور الرأسمالي عن تجاوزها، و هو الذي يتمثل غرضه و دافعه الوحيد في الربح.

- إنه "الوضع الطبيعي" لدولة تُحصِّن ديكتاتورية رأس المال لمواجهة "الشعب العدو" ، في فترة يتصاعد فيها الغضب الشعبي.

إن ما لا يقولونه، وما لن يقولوه أبداً، هو الأسباب الحقيقية للتناقض الكبير للأزمنة: في كون الشعوب في المجتمعات الرأسمالية الحديثة مُدانة بالعيش في ظروف قرون سالفة، على الرغم من واقع الإنجازات العلمية والتكنولوجية الهائلة، و على الرغم من واقع الثروة المتزايدة باستمرار.

في نهاية المطاف ليس العصر تهديدياً، لكن الرأسمالية هي التي تجعل العصر تهديدياً للشعوب.

و لهذا السبب من غير الممكن إصلاح و تحسين النظام أو جعله إنسانياً. إن كل التطورات هي إحقاق للحزب الشيوعي اليوناني الذي يعلن أن الرأسمالية هي عدوة الشعوب وأن خلاص اﻷخيرة الوحيد هو في الصراع من أجل إسقاط الرأسمالية.

3. في مواجهة الوضع القاتم، تتمثل بارقة أمل في نضالات العمال و تحركاتهم الجماهيرية في العديد من البلدان ضد الحرب والتورط بها، وضد برامج التسلح العسكرية الضخمة، وضد عواقب فقر الطاقة و الغلاء، وضد محاولة تحميل فاتورة حساب الحرب مرة ثانية على كاهل العمال مع تبعات العقوبات المتخذة على كلا الجانبين كما و تبعات الدعم متعدد الأوجه لرأس المال.

إن أركان النظام قلقة من احتمال اكتساب الغضب الشعبي مضموناً وتوجهاً راديكاليين. إن الصعوبات التي تواجهها المزيد والمزيد من حكومات - يمين الوسط، ويسار الوسط، الليبرالية، و الاشتراكية الديمقراطية، وما شاكلها، تُثبت احتدام التناقضات وأن ليس كل شيء ساكناً، وأن الحكومات  في النهاية ليست شديدة البأس. بل على العكس من ذلك، فهناك احتمال نشوء إمكانيات لزعزعة استقرار سلطة رأس المال. حيث يكفي أن تثق الشعوب بقوتها، وأن تستغل هذه الصعوبات لمصلحتها وألا تُسند "ترقيع هذه السلطة" لكي يتنفَّس نظام البربرية الصعداء مرة أخرى.

إن الهدف اﻷساسي للنقاش الدائر في اليونان حول ما يسمى بالاستقرار السياسي – بمعزل عن كيفية فهمه من قبل كل حزب برجوازي و عن مسعاه - هو تطبيق السياسات المناهضة للشعب دون عوائق. إنه الوجه الآخر للتدابير القمعية و الاستبدادية من أجل التلاعب بالشعب. إنه "استقرار" لرأس المال و "عدم استقرار" وانعدام ليقين الشعب.

على الرغم من المواجهات الحادة والنبرات العالية المستخدمة، تتفهم بنحو مشترك و على حد السواء حكومة حزب الجمهورية الجديدة و حزب سيريزا و باقي اﻷحزاب هدف "الاستقرار" لحساب رأس المال و تتنافس فيما بينها على من يستطيع ضمانه بشكل أفضل. حيث تتحدث هذه القوى عن حاجة "ضمان التماسك الاجتماعي" و عن "تجنب التوتر".

يخدم حزب الجمهورية الجديدة هذا الهدف من خلال السعي نحو حكومة حزب واحد و ممارسة الحزم تجاه الشعب. و يخدمه سيرزا من خلال الوصفة المعروفة والمفلسة لما يسمى بـ "الحكومات الديمقراطية" التي - أينما ظهرت – تتبع ذات المسار الذي يقود نحو الغلاء والفقر و المخاطر الحربية. و يُدعم حزب الباسوك\حركة التغيير من قبل مراكز المؤسسات الاقتصادية والسياسية باعتباره "ورقة مكملة" لحلول حكومية مستقبلية المناهضة للشعب.

و على الرغم من ذلك، معروف سلفاً هو برنامج الحكومة الحالية أو المقبلة، أيا كان اسمها ومهما كانت تركيبتها.

  • هو البرنامج الذي سيواصل سياسة تحويل الطاقة إلى سلعة باهظة الثمن في سياق السوق "المحررة". وسيواصل تنفيذ استراتيجية ما يسمى بالتحول الأخضر و "تحرير الطاقة"، الذي هو السبب الرئيسي لفقر الطاقة، والذي كان موجوداً حتى قبل اندلاع الحرب. و غير ذلك، فقد كانت حكومتا حزبي الجمهورية الجديدة و سيريزا هي التي أغلقت وحدات الإنتاج المحلية وخفضت قيمتها، كوحدات الليغنيت. لقد شرَّعت هذه الحكومات تجارة الانبعاثات، و سوق أسهم الطاقة، والضرائب "الخضراء" وبنود تعديل التعرفة. حيث يدفع الشعب بنحو باهظ وسيواصل دفع ثمن مزيج طاقة مكلفٍ للغاية يعتمدُ على الغاز الطبيعي المستورد و يعتمدُ الآن على الغاز الأمريكي الطبيعي المُسال الأكثر تكلفة.
  • إنه البرنامج الذي سيعيد إنتاج الغلاء الناتج عن العقوبات المفروضة على روسيا، ولكنه أيضاً نتيجة لما يسمى الانفتاح، الذي يصوغ أسعار المنتجات المحلية على أساس السوق الدولية و السياسة المالية "التوسعية" سيئة السمعة. إن كل ذلك يضاف إلى واقع الدخل العمالي الشعبي الضئيل نتيجة سياسة المذكرات التي تُثرى و باستمرار بقوانين جديدة مناهضة للعمال.
  • هو البرنامج الذي سينفذ الالتزامات المتخذة تجاه الاتحاد الأوروبي وصندوق الإنعاش. إن الاحتفالات بـ "الخروج من الإشراف المعزز" الذي يُزعم أنه يمثل نهاية عصر المذكرات هو خداع محض! و ذلك ليس فقط لأن الأعباء التي لا تطاق والتي فُرضت على الشعب اليوناني في العقد الماضي تبقى دون مساس، بل و أيضاً لأن "الوضع الطبيعي للاتحاد الأوروبي" الذائع الصيت هو مصحوب بالتزامات وآليات رقابة دائمة. كما و هناك مطالب مسبقة لصندوق الإنعاش، الذي يشكل "مذكرة عليا" جديدة على حساب شعوب أوروبا، بالإضافة إلى "الظروف الخاصة" التي تجلبها الحرب والأزمة المقبلة، مع الشعوب ضحايا لها.
  • هو البرنامج الذي سينفذ التزامات الدولة اليونانية تجاه الناتو والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الاتفاقيات العسكرية المبرمة مع الولايات المتحدة وفرنسا، و غيرها. هي التزامات تجري من أجل مصالح رأس المال اليوناني الذي يسعى، من خلال دور "حامل الراية" في الخطط الحربية الخطيرة، إلى ترقية مرتبته الجيوسياسية والاقتصادية. هي التزامات تحول الأراضي اليونانية إلى قاعدة انقضاضية أميركية - أطلسية، و تجعلها أيضاً هدفاً لضربات انتقامية في حال تعميم الصدام الإمبريالي. و هي التي تُصنِّف اليونان على أنها "بطلة" في الإنفاق العسكري لحاجات الناتو، مع إرسال فاتورته إلى الشعب. و في سياق هذه الالتزامات، لا  ينتفي فحسب تحصين الحقوق السيادية للبلاد من عدوانية الدولة التركية، بل على العكس من ذلك، يتم تقويضها. إن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يمهدان أرضية بإمكانها أن تقود إلى صدام يوناني تركي و إلى تسوية مؤلمة بالنسبة للحقوق السيادية مع ختم  أوروأطلسي.

هذا هو اﻷساس الإستراتيجي المشترك الذي يمهد الأرضية التي تتطور فوقها مختلف سيناريوهات حكومات "التعاون" و "الوحدة الوطنية" وحتى سيناريو "تحالف كبير" بمشاركة التكنوقراط، إذا ما تطلبت ذلك حاجة استقرار النظام.

إن الهدف الوحيد للمعضلات الزائفة التي يتم تقديمها قبل الانتخابات، هو إخفاء هذا الواقع ونصب أفخاخ جديدة للشعب و ابتزازه.  يقوم حزب الجمهورية الجديدة بترهيب الشعب ﺒ"ولادة حكومات مسخ سياسي" والتي يزعم أنه يريد منع حصولها. و يقدم سيريزا  الحساء المعاد تسخينه للحكومات المزعومة "التقدمية" أو "الديمقراطية"، والتي ستعيد "الحياة الطبيعية للاتحاد الأوروبي" التي يُزعم أن حكومة ميتسوتاكيس تخربها.

ما من أية علاقة للحزب الشيوعي اليوناني بألاعيبهم السياسية، كما أثبت على مر كل هذه السنين بموقفه الكفاحي المعارض لجميع الحكومات البرجوازية المناهضة للشعب، بمعزل عن كيفية توصيفها لنفسها. و غير ذلك، فقد جُمعت الآن خبرة غنية لدى الشعب تثبت استحالة وجود إدارة "عادلة" و "تقدمية" و "ديمقراطية" في إطار الطريق الرأسمالي للتنمية.

لذا فإن الحزب الشيوعي اليوناني لن يُظهر تسامحاً تجاه حكومة إدارة للبربرية الرأسمالية، بمعزل عن الاسم الذي تستخدمه. لأن ما من اقتراح للإدارة البرجوازية قادر على رفع حتميات الاقتصاد الرأسمالي وعلاج أزمات "المريض الكبير"، و إعطاء "منفذ" من مآزق الرأسمالية نفسها. إن أي شيء يعمل كـ "دواء" في مرحلة ما يتبين أنه "سم" في المرحلة التالية.

إن "التحول الأخضر العادل" و "صندوق الإنعاش العادل" هما عبارة عن خرافة. كما و خرافة هو القول بأن  "مؤسسة كهرباء الدولة" قادرة ضمن إطار سوق الطاقة المحررة على لعب دور مؤيد للشعب. و خرافة هي مقولة "الناتو المسالم" و "القواعد العسكرية المسالمة للولايات المتحدة و الناتو". و خرافة هي مقولة "الإطار المؤسسي الديمقراطي" للقمع و عمليات التنصت على المكالمات.

و كما ظهر في نتائج الانتخابات الأخيرة في إيطاليا و غيرها، فإن تنفيذ سياسات مناهضة للعمال و الشعب من قبل ما يسمى حكومات ديمقراطية و تقدمية و اعتماد منطق "أهون الشرور"، هو أفضل سماد للقوى الرجعية و اليمينية المتطرفة.

4. إن "درعنا" في الأوقات الأكثر صعوبة التي تنتظرنا و في "الشتاء الثقيل" للغلاء والفقر والحرب،  هو تنظيم الهجوم العمالي الشعبي المضاد و مواكبة الحزب الشيوعي اليوناني.

إن الشعب يملك خبرة غنية لكي يُدير ظهره إلى "سيناريوهات" و "مساومات" تشكيل حكومات برجوازية تُصنع من مواد تالفة معروفة أوصلت بنا إلى ما نحن عليه.

و يثبتُ أن مواجهة المشاكل الكبيرة لعصرنا لا تكون "بإعادة المنوال ذاته" مع التفات النظر نحو "الماضي" و مع ذات الخيارات التي اختبرت - باسم "أهون الشرور" - والتي تؤدي إلى نكسات وخيبات أمل جديدة.

لا يوجد "منقذون" للشعب. إن الشعب يجدُ نفسه خاسراً، كلما أسند آماله على انتظار "حلول" من الأعلى، و على التداول الحكومي المأزقي الذي تعدد اختباره و تجربته و على السيناريوهات التي تدرسها الطبقة الحاكمة. و على العكس من ذلك، كلما كسب الشعب شيئًا ما، فإنه كان قد حقق ذلك بناءاً على قوته وتنظيمه ونضاله، مع وجود  الحزب الشيوعي اليوناني دائماً في الصدارة. أي عندما يكتب الشعب ذاته السيناريو الخاص به من أجل حاجاته الخاصة.

بإمكان الشعب كتابة هذا السيناريو، و أن يغدو بطل التطورات، مع نضاله، وتعزيز الحركة العمالية، وحركات العاملين لحسابهم الخاص، والعلماء والمزارعين، والشباب، ونساء الشرائح الشعبية.

  • ليعيق الخطط التي تدعوه إلى دفع الكلفة مرة أخرى و إلى "تبييض" النظام.
  • لكي لا يتوافق مع التعويضات التي يُزعم أنها تواجه الغلاء في تعرفة الكهرباء وفي أي مجالات أخرى، و هي التي تتبخر حتى قبل أن تدخل محفظة الأسرة. إننا بصدد أموال سيُدعى لسدادها العمال أنفسهم، بصفتهم دافعي ضرائب، و هي التي تعيد إنتاج أسباب الغلاء، و تدعم حصرياً أرباح مجموعات الطاقة والقطاعات الأخرى في نهاية المطاف.
  • ليطالب بتدابير إغاثة جوهرية و ناجعة، بناءاً على المقترحات المطروحة من الحزب الشيوعي اليوناني والمطالب التي صاغتها الحركة العمالية ذات التوجه الطبقي ومئات النقابات ومراكز العمل والاتحادات.

لقد أظهرت نضالات هذه الفترة في عدد من مواقع العمل والقطاعات، في COSCO و e-food و لاركو و عمال البناء و أحوض بناء السفن و مصانع أسمدة كافالا وغيرها، ما يمكن للعمال تحقيقه إذا أداروا ظهورهم إلى منطق انتظار "منقذين حكوميين"، و إذا ما آمنوا بقوتهم و استندوا إلى نضالهم الخاص.

فلنفكِّر في ما كان من الممكن حصوله إذا ما تضاعف عدد هذه الأمثلة، إذا تضاعف عدد بؤر المقاومة والنضال، إذا ما تعاظمت مشاركة العمال في النقابات والمنظمات الجماهيرية الأخرى، إذا ما  تعزز التحالف الاجتماعي للعمال مع العاملين لحسابهم الخاص والمزارعين، إذا ما شُكِّلت حركة شعبية كبيرة قوية من شأنها أن تمهد الطريق لمنفذ في صالح الشعب.

من أجل كل هذه اﻷمور يناضل الحزب الشيوعي اليوناني اليوم. و لذا فهناك حاجة إلى حزب شيوعي يوناني قوي للغاية في كل مكان، في مواقع العمل، في المدن و القرى، في البرلمان، في البلديات و المحافظات.

إن الحزب الشيوعي اليوناني هو الحزب الوحيد الذي ليس لديه أي التزام تجاه رأس المال، ومجموعات الأعمال، والاتحادات الإمبريالية، و هو الذي يناضل لكي يرفع الشعب رأسه و يدعم بنحو ثابت النضالات العمالية الشعبية.

ولهذا فهو لا "ينثني" أمام أي صعوبة أو محاولة للحد من النشاط و قمعه، ولا يفقد توجهه أبداً نحو  تنظيم المطالبة العمالية الشعبية.

  1. إننا نتوجَّه إلى:
  • جميع الرجال و النساء ممن كافحوا معنا في مواقع العمل، و إلى أولئك الذين يناضلون معاً كل يوم من أجل إعادة تنظيم الحركة العمالية والحركات الأخرى، ضد القوانين الحكومية المناهضة للشعب والترهيب الممارس من أرباب العمل و ضد الموقف التقويضي لنقابيي أرباب العمل.
  • أولئك الذين يُشككون بالناتو والاتحاد الأوروبي ويناهضونهما، و يناهضون خطط الحرب والعقوبات التي تدفع الشعوب ثمنها في نهاية المطاف. إن مواكبة الحزب الشيوعي اليوناني هو الموقف الأكثر اتساقاً ضد هذه الاختيارات، التي يُحذر الحزب منها باستمرار و يُنظم المقاومة ضدها.
  • القوى العمالية الشعبية التي لا تمتلك أية ثقة في الأحزاب البرجوازية، والتي ترى العفن المنبثق من كل مسامات النظام الرأسمالي، و إلى أولئك الذين يجيبون ﺒ"لا أحد" على استطلاعات الرأي حول "أي من الحكام المحتملين الحاليين أو اللاحقين قادر على منح رد على المشاكل الشعبية".
  • الشباب والشابات، الذين يعيشون أجمل سنوات حياتهم في "أزمة" مستمرة: في السابق عبر المذكرات، ثم مع الوباء، والآن مع الغلاء والحرب ، وانعدام اليقين للغد.

إن جملة ما نعيشه على مدى هذه السنوات يضيء الواقعة التي جدال فيها وهي استحالة وجود حل للمشاكل الشعبية الحادة والمتفاقمة باستمرار، ضمن حدود النظام الرأسمالي وهذه السياسة.

بإمكان الحزب الشيوعي اليوناني قيادة الهجوم الشعبي المضاد. لأن لديه برنامجاً يعبر عن مصالح العمال. و هو ما يُثبت في كل حال و كل يوم من خلال عمل قواه للتصدي للخيارات المناهضة للشعب وتخفيف عبء العمال. و يُشكِّل المعارضة الفعلية اليوم، ممهداً الطريق لمنفذ في صالح الشعب.

إنه كفاح سيستغل كل صعوبة و "صدع" في النظام السياسي البرجوازي، بهدف انتقال الشعب نحو مواقع أفضل. باستطاعة صراع الشعب، الذي يستهدف الخصم الفعلي، دكتاتورية رأس المال، أن يعمق هذه الصدوع بنحو أكثر و أن يفتح الطريق لإسقاط جذري للنظام.

لسنا وحدنا على هذا الطريق.

توجد اليوم في جميع أنحاء العالم مقاومات واعدة  بالأمل، و بؤر للنضال تظهر إمكانيات الصحوة العمالية الشعبية.

إننا قادرون:

  • مع حزب شيوعي يوناني قوي، و هجوم مضاد عمالي شعبي جماهيري كبير أن نفتح الطريق للانقلاب الاجتماعي، و لتحولات جذرية في المجتمع والاقتصاد، ليصبح شعبنا بنحو أبكر، سيداً في موطنه و على كدحه المبذول.
  • للاستفادة من كافة الإمكانيات المعاصرة للإنتاج والتكنولوجيا والعلوم من أجل إرضاء الحاجات العمالية الشعبية. إن مقدمة ذلك هو ألا تكون الطاقة والغذاء والخيرات الأساسية المنتجة سلعاً تتواجد تحت سيطرة مجموعات الأعمال الكبيرة، بل أن تصبح ملكية اجتماعية، و أن يُطوَّر التخطيط العلمي المركزي مع امتلاك العمال و الشعب لدفة السلطة.

إن التنظيم الاشتراكي للمجتمع هو اﻷمر العصري و الجديد حقاً في القرن الحادي والعشرين، و هو القادر على ضمان المصالح العمالية الشعبية.

لذا فإن مواكبة الحزب الشيوعي اليوناني هي إسهام في النضال من أجل هذا المنظور.

لم تعد لدى الشعب اليوم قدرة التحمل لإظهار التسامح مع هذا الطريق الهمجي و مع كافة ضروب المعبرين عنه.

إننا نعتقد بنحو راسخ بذلك و نقول:

قادرون على كتابة "السيناريو" الخاص بنا، و أن نضع حداً لبربرية اليوم! لكي يُشرق اﻷمل!

مع الحزب الشيوعي اليوناني من أجل الشأن الجميل، العظيم، المزلزل!

إن الاشتراكية هي الردُّ في القرن الحادي والعشرين.