روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

الكلمة الاستهلالية، لذيميتريس كوتسوباس للأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني في لقاء اﻷحزاب الرباعي يوم 8\7\2022

أقيم في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني بأثينا يوم 8 تموز\يوليو2022 لقاء رباعي للحزب الشيوعي اليوناني والحزب الشيوعي لعمال إسبانيا، والحزب الشيوعي المكسيكي والحزب الشيوعي التركي.

أدناه نقدم الكلمة الاستهلالية للأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني:

 

الرفاق الأعزاء،

يسعدنا دائماً استقبال ممثلي أحزاب شيوعية شقيقة في مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني. و أكثر من ذلك بكثير اليوم، بعد فترة الوباء التي حدَّت من تواصلنا الفعلي المتعدد الأطراف.

و على هذا النحو، فنحن نحن سعداء بنحو خاص لوجودكم هنا اليوم في لقائنا الرباعي الهام لأحزابنا، و لمشاركتكم المزمعة في تظاهرات الشبيبة الشيوعية اليونانية المناهضة للإمبريالية هذا العام.

لقد اكتسبت أحزابنا حقاً مستوى عاليا من التعاون. حيث نشارك معاً في اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية والعمالية، و في المجلة الشيوعية الأممية، و تشارك الأحزاب الأوروبية الثلاث في المبادرة الشيوعية الأوروبية. و نكافح معاً على جبهات عديدة. بالتركيز على مشاكل الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الأخرى و على تعزيز الأممية البروليتارية.

شاركت أحزابنا بنحو نشط في التضامن مع النضالات العمالية و مع الانتفاضة الشعبية في كازاخستان في بداية هذا العام، و ثم اتخذت قبل بضعة أشهر مبادرة هامة لصياغة بيان مشترك للأحزاب الشيوعية بشأن الحرب الإمبريالية في أوكرانيا، و هو الذي حصل على دعم عدد هام من الأحزاب الشيوعية ومنظمات الشباب.

لقد صاغ هذا النشاط أرضية قيام لقائنا هذا في أثينا لمناقشة التطورات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، و بنحو أشمل للتطورات الدولية الجادة، لكي نتبادل الخبرات المستخلصة من صراع أحزابنا، و لنسهم في تطوير النشاط المشترك للأحزاب الشيوعية، في محاولة تعزيز وحدة و إعادة تنظيم الحركة الشيوعية الأممية على أساس ثوري، و من أجل إقرار نشاطات مشتركة للفترة المقبلة.

و في هذا الاتجاه، نعتقد أن باستطاعتنا منح دفع و بكل الوسائل لتقوية الصراع الطبقي، و لحشد وإعداد قوى عمالية شعبية في الصراع من أجل إسقاط الهمجية الرأسمالية. و في كل حال، تبرز ضرورة الاشتراكية من خلال التطورات والمعاناة والمشاكل الحادة التي تواجهها الطبقة العاملة والشرائح الشعبية والشباب والشابات والنساء ذوي اﻷصل الشعبي في بلداننا و غيرها من البلدان الرأسمالية.

لقد أدانت أحزابنا الحروب الإمبريالية في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن ومالي و في إفريقيا و أجزاء أخرى كثيرة من العالم، والتي تواجدت من حين لآخر في "عين عاصفة" المخططات الإمبريالية.

لقد كافحنا ضد العدوانية الإمبريالية والدور الخطير للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، و نواصل بحزم على هذا الطريق. و في الوقت ذاته، نسلط الضوء بنحو ثابت على خطر المزاحمات الإمبريالية التي تلِدُ الحروب. و نكشف عن صدام الاحتكارات و الدول البرجوازية، و تحالفاتها القائمة من أجل السيطرة على المواد الأولية، و الثروة الباطنية، و طرق شحن البضائع و الركائز الجيوسياسية، و حصص الأسواق.

موصومة اليوم هي التطورات بالحرب الإمبريالية التي تخاض في أوكرانيا من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ضد روسيا، و هي المستمرة لما يقارب5 أشهر.

و تكمن أسبابها في المزاحمة الإمبريالية، و المواجهة الجارية بين الطبقات البرجوازية و في "المادة المشتعلة" الذي قادتنا أيضاً نحو نشوب هذه الحرب و التي كان قد بدأ تراكمها بعد الثورة المضادة و إعادة تنصيب الرأسمالية وتفكيك الاتحاد السوفييتي، و كل ذلك في حين تَحوَّل إلى سلعة و لمرة أخرى، كل ما كان قد خلقه الشعب السوفييتي بجهوده البطولية، حيث تحولت المصانع والأراضي و جميع وسائل الإنتاج من الملكية الاجتماعية إلى ملكية رأسمالية فردية مرة أخرى، وانتهى بها الأمر في أيدي المُستغلِّين المحليين والأجانب.

من خلال هذه العملية، نشأ الصدام في أوكرانيا من أجل دمجها في مختلف خطط التوحيد الرأسمالي.

كما و ظهور حكومة رجعية بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، والتي وصلت حتى استخدام قوى فاشية في خططها هذه.

هي قوى رجعية كانت قد رُقيت و عُززت خلال الفترة السابقة، أيضاً بدعم مالي وغطاء سياسي منحته روسيا أيضاً بين غيرها من القوى.

إن هذا يُظهر سبب تشديدنا على أن الأسباب التي استدعتها القيادة الروسية عن "اجتثاث النازية"هي ذريعة على اﻷغلب، مع قيامها في ذات الوقت ببث سُمِّها بحق السلطة السوفيتية و لينين والبلاشفة.

و مع ذلك، فإننا نعلم أن من غير الممكن خوض الصراع ضد الفاشية بنحو مُتَّسق من قبل أولئك الذين يخفون كون الفاشية "وليدة" الرأسمالية، حتى أنهم يعدون بتنفيذ "اجتثاث صحيح للشيوعية"!

كما و عبارة عن ذرائع و بالكامل هي اﻷسباب التي يروِّج من خلالها كلٌ من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لخططهم الإجرامية في أوكرانيا، زاعمين ذودهم عن العالم الحر و عن "الديمقراطية"و صراعهم ضد "إعادة النظر في التاريخ" وما إلى ذلك. إنهم يخفون خلف هذه الذرائع نواياهم الفعلية وخططهم الإستراتيجية من أجل الترويج لمصالحهم في أوراسيا، قبل وقوع الصدام الكبير مع الصين حول الصدارة في النظام الإمبريالي.

و على الجانبين، يسود التخطيط ضد الشعوب و من أجل استغلالها بنحو أعمق.

إن إظهار الطابع الإمبريالي للصدام على كلا الجانبين هو مسألة هامة للغاية لتوجيه صراع الشعوب، و هو يُشكِّل أحد المسائل الخلافية في النقاش والصراع الجاري ضمن صفوف الحركة الشيوعية.

لقد أثبتت التجربة التاريخية أن اﻷحزاب الشيوعية تخضع للاختبار في ظروف الحرب الإمبريالية، و تتعرض لضغوط، حيث من المطلوب وجود أسس نظرية وسياسية متينة من أجل استقلالية نشاط اﻷحزاب الشيوعية و تمايز موقفها عن مواقف الطبقات البرجوازية و التحالفات الإمبريالية.

هناك أهمية كبيرة ضمن هذه الظروف لموقف عدم اصطفافنا مع أي معسكر للرأسماليين في الحرب.

و لاصطدامنا مع الطبقات البرجوازية و كوننا مع صراع الشعوب في توجُّهِ فك ارتباط بلداننا وتعزيز الصراع في اتجاه القضاء على أسباب الحرب و من أجل إسقاط إجمالي للرأسمالية التي تلِدُها.

و بالتالي فإن هذا هو الجانب الصحيح من التاريخ!

إن الأحزاب التي تنتهك هذا المبدأ، أو سواها التي لا تزال تتخيل "تعايشاً سلمياً" ما في إطار المزاحمات الرأسمالية الدولية، من جانب إمبريالية طوباوية "غير عدوانية" أو إمبريالية يُزعم أن عدوانيتها "ستروَّض" من خلال "هندسات أمنية" مختلفة فيما يسمى "العالم المتعدد الأقطاب"الحالي.

إن هذه الأحزاب تنجر في الممارسة خلف ذرائع هذه الطبقة البرجوازية أم سواها و تقوم في نهاية المطاف "بإسناد" مساعي هذه الطبقة فقط.

و بهذا النحو تقوم هذه اﻷحزاب بنزع سلاحها أيديولوجياً وسياسياً و تنظيمياً مع نتيجة مؤلمة متمثلة في عدم قدرتها على الوفاء بمهام النضال ضد المذابح الحربية للشعوب.

إننا نعتبر أن من الضروري توضيح هذه المسائل في العصر الحاضر والمرحلة الحالية- و قدر الإمكان - من قبل أكبر عدد من الأحزاب، حيث حاضرٌ هو خطر تعميم الحرب الإمبريالية.

و يُسهم في ذلك تحريك قوى عسكرية كبيرة لحلف شمال الأطلسي في أوروبا، و تهديدات باستخدام الأسلحة النووية، و قيام الاتحادات الإمبريالية الجديدة في آسيا، والخطط التي طرحت في قمة الناتو الأخيرة في مدريد و غيرها الكثير.

تدفع الشعوب سلفاً، بعضها بدمائها و بعضها الآخر بالعبء المالي الذي لا يطاق للحرب، و عبر ما يسمى "التحول الأخضر"، والمزاحمات الجارية من أجل اقتسام "فطيرة" مصادر الطاقة، و الوضع المتشكل من مسار أوروبا نحو فك اعتمادها على الغاز والنفط الروسيين، و من عبر العقوبات و"اﻷزمة الغذائية" الجامحة.

هناك حاجة إلى مراقبة مستمرة للصورة الكبيرة، لجملة المزاحمات التي تتخلل الرأسمالية في جميع أنحاء العالم.

و لرصد مستمر للتطورات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و بنحو أشمل حيثما تتجلى المزاحمة الأمريكية للصين، التي تعد أكبر قوة اقتصادية للرأسمالية المعاصرة و التي تزيد بسرعة من قوتها العسكرية.

إن اليونان وإسبانيا وتركيا هي أعضاء في الناتو، ولديها علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، تماما مثل المكسيك التي لها علاقات مماثلة.

إن اليونان وإسبانيا عضوان في الاتحاد الأوروبي وتركيا شريك استراتيجي له.

لقد تورطت بلداننا في الحرب الإمبريالية الجارية في أوكرانيا، كتورطها عبر استضافة قواعد أمريكية.

هذا و يزداد و باضطراد عدد العمال الذين يدركون ضرورة الصراع من أجل فك الارتباط.

و يشاركون في التحركات الشعبية لإغلاق القواعد الأمريكية - الأطلسية، التي هي أي شيء آخر سوى ضمان لسلام وأمن الشعوب.

يجب أن نقول إن الطبقتين البرجوازيتين لليونان وتركيا، اللتان هما دولتان في الناتو، تشددان من مزاحمتهما، مما يشكل مخاطراً كبيرة على شعوبنا.

و في هذه الظروف تموضع حزبانا الشيوعيان: اليوناني و التركي تجاه التطورات في منطقتنا.

و ناهضنا أي محاولة لتغيير الحدود و المعاهدات التي حددتها، و نكافح ضد النزعة القومية و نعطي الأولوية لصداقة شعبينا.

إننا سنبذل ما باستطاعتنا لتعميق و مضاعفة العلاقات القائمة بين شيوعيي اليونان وتركيا، لكي تحتاز هذه العلاقات على بصمة إيجابية في العلاقات القائمة بين الشعبين.

و في الوقت نفسه لا يمكننا التجرد عن الوضع الأشمل للحركة الشيوعية الأممية التي قدَّرنا أنها تواجه أزمة أيديولوجية وسياسية وتنظيمية مديدة اﻷعوام.

حيث يقوم التيار الانتهازي القوي، الذي تخلى عن الشيوعية العلمية و عن حتميات الثورة والبناء الاشتراكيين، بإعادة تدوير المشاكل الأيديولوجية الخطيرة، التي تدخل عائقاً أمام صراع الأحزاب الشيوعية والعمل المشترك و أمام هويتها الأيديولوجية و وحدتها.

و مثال عن تلك المقاربات اﻹشكالية هي تلك التي:

  • تُسوِّق للمحاولة العبثية الزاعمة "بأنسنة الرأسمالية" و "دمقرطة الاتحادات الإمبريالية".

  • تُطوِّر آراء خاطئة و ركيكة من قبيل:

- "التعاون الحكومي مع الاشتراكية الديمقراطية"،

- و عن بعض "الجبهات الجديدة المناهضة للفاشية" باعتبارها محتوى أساسياً للحركة الشعبية، في فصل لها عن ارتباطها الاستراتيجي بجوهر الهمجية الرأسمالية،

- و من قبيل "وحدة اليسار" و تعاونات "قوى غير متجانسة" و إلغاء استقلالية الحركة الشيوعية، ودمج قوى جذرية في الإدارة البرجوازية و ما إلى ذلك.

كما و آراء:

  • تُقاربُ بنحو غير طبقي التحالفات الدولية للطبقات البرجوازية (الاتحاد الأوروبي، الناتو، البريكس، و ما شاكلها).

  • لا تتخذ موقفا واضحا ضد القومية والرؤى العنصرية التي تتنامى ضد اللاجئين والمهاجرين، ولكن أيضا ضد أقليات أخرى.

  • تُروج لرؤى من قبيل "العالم متعدد الأقطاب" و "قوانين وقواعد القانون الدولي" و تفهم هذه القوانين والقواعد باعتبارها منتوجاً للترتيبات السلمية يتجاوز الطبقات، لا باعتبارها انعكاساً لتناسب محدد بين القوى و لغيره من العناصر ذات الصلة.

إننا نود أن نتوقف بنحو أكثر تفصيلاً عند بعضها:

إننا نعتقد أن العديد من هذه المسائل تعود إلى واقعة عدم تمكن العديد من الأحزاب لسوء الحظ، من تكييف استراتيجيتها مع عصرنا.

أي مع عصر الإمبريالية، عصر سيطرة الاحتكارات، و من توجيه صراعها من أجل الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، من أجل حل التناقض اﻷساسي: رأس المال - العمل، والتي توثِّق بجملتها طابع الثورة كاشتراكية.

و تبقى في برامجها أطروحات قديمة عفا عليها الزمن بالتجربة التاريخية عينها، و هي القائلة بوجود بعض المراحل الوسيطة غير الواضحة بين الرأسمالية والاشتراكية و التي من المفترض أن تُسهِّل انتقالنا نحو الاشتراكية.

متجاهلة التجربة التاريخية التي تعلمنا أن هذه المقاربة الاستراتيجية أدت بنحو حصري إلى كسب القوى الرجعية و الرأسمالية للوقت من أجل إعادة تنظيم نفسها و شن هجمتها على القوى التقدمية و الثورية، و إلى تآكل الحركات الشيوعية و العمالية و بالتالي إلى خسارة الوقت بالنسبة للعملية الثورية ذاتها و التي يُفترض أن هذه اﻷحزاب تخدمها.

و هناك أحزاب لم تُوضح موقفها تجاه الحكومات البرجوازية في رفض دعمها أو المشاركة بها في إطار الرأسمالية.

و هي لسوء الحظ، تُواصل تعاونها مع الاشتراكية الديموقراطية المذنبة، و في حين تم إثبات دور اﻷخيرة و لمرات كثيرة في الممارسة كقوة سياسية تمثل مصالح رأس المال، و كمديرة للرأسمالية، يجري استخدامها لاختراق الوعي العمالي الشعبي، من أجل فرض إجراءات مناهضة للعمال والشعب من أجل تأبيد النظام الاستغلالي.

و هناك أيضاً تمظهرٌ لدعم و تعاون و تسامح تجاه قوى برجوازية قومية و شوفينية تستخدم "عباءة الوطنية".

لنا رأيٌ يقول أن هناك العديد من الأحزاب الشيوعية داخل الحركة الشيوعية الأممية و هي التي لم تتمكن بعد من القيام بدراسة جماعية :

  • تاريخ الحركة الشيوعية الأممية، وكذلك تجربتها التاريخية الخاصة،

  • أسباب إسقاط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى،

  • استخلاص استنتاجات حول عمل الانتهازية التقويضي.

  • العواقب الثقيلة لانتهاك مبادئ الثورة والبناء اﻹشتراكيين.

كما و من الواضح لنا جميعاً أيضاً هو خوض نقاش كبير في الحركة الشيوعية، و يُخاض صراع حول ماهية الإمبريالية.

حيث يسيطر تحليل يختزل الإمبريالية فقط أو بنحو رئيسي في سياستها الخارجية الرجعية - العدوانية، مما أنتج مطابقة هذا المفهوم بشكل رئيسي فقط مع الولايات المتحدة و أعتى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

و لا تزال هناك أحزاب ترى الصين حتى الآن دولة تبني الاشتراكية، في تَعارضٍ مع حتميات البناء الاشتراكي كما و مع و الواقع الذي يُظهر سيطرة علاقات الإنتاج الرأسمالية بالكامل في الصين الآن.

و هناك أحزاب تنحبس و لمرة أخرى -في حين اعترافها بأن روسيا ليست الاتحاد السوفييتي- في مواقف تشكك بالطابع الإمبريالي لروسيا، التي تستند على احتكارات عاتية و التي هي القوة العسكرية الرأسمالية العالمية الثانية بعد الولايات المتحدة.

إن موقف أحزابنا هو ثمين للغاية من أجل هذه المسائل وغيرها، حيث باستطاعته أن يُساعد و أن يُسهم بنحو خاص في إطار المجلة الشيوعية الأممية والمبادرة الشيوعية الأوروبية.

و بالتأكيد، من العناصر النوعية الهامة هو إعلان هاتين الصيغتين للتعاون المتعدد الأطراف ( المجلة الشيوعية الأممية والمبادرة الشيوعية الأوروبية)استنادهما إلى النظرية الكونية للشيوعية العلمية.

و مع ذلك، تتمظهر أيضاً ضمنهما العديد من المقاربات الأيديولوجية والسياسية المختلفة و تصل حتى الالتباسات، و مثال نموذجي على ذلك هو عدم كفاية الإعلانات أو النوايا فقط.

و لذلك فمن المطلوب قيام نقاش أكثر جوهرية من أجل التغلب على المشاكل و إرساء أُسس أكثر صلابة و إثراء إطارنا و نشاطنا في الفترة المقبلة.

أيها الرفاق،

يخوض الحزب الشيوعي اليوناني في هذه الفترة معارك قاسية. حيث تُجرى في بلدنا تحركات جماهيرية ضد الحرب الإمبريالية وتورط اليونان بها، و تتعزز المطالبة بعدم وجود أي جندي أو ضابط خارج حدود البلاد، و بإغلاق القواعد العسكرية الأمريكية والأطلسية.

هذا و يقترن هذا النضال بالصراع حتى لا يدفع الشعب ثمن عواقب الحرب و ما يُسمى "التحول الأخضر"، و بالصراع ضد الغلاء و الفقر الطاقي و من أجل بقاء الأسرة الشعبية وإلغاء الضرائب الثقيلة، وتعزيز الدخل الشعبي، و من أجل الحاجات الاجتماعية المعاصرة وحقوق الطبقة العاملة والشرائح الشعبية الأخرى.

إننا بصدد نضالات ترتبط بنحو لا ينفصم بمسار تشكيل التحالف الاجتماعي للطبقة العاملة مع شرائح صغار الكسبة في المدن و الريف بقضية السلطة العمالية الشعبية.

واعدة باﻷمل هي الرسائل القادمة من قطاعات العمل، حيث يجري توقيع اتفاقيات عمل جماعية من خلال نضالات قاسية و هامة، كنضالات عمال احتكار Coscoفي ميناء بيرياس أو اتحاد عمال البناء و ما شاكلها.

وهناك أيضاً رسائل مشجعة من مواقع العمل، حيث يعيد العمال تنظيم نقاباتهم، ويعززون قواهم المكافحة، كما حدث بنحو مميز على سبيل المثال، في مجالات الصحة، حيث خاض العاملون طوال الفترة السابقة معركة بطولية لمواجهة الوباء، في ظروف غير مقبولة، بسبب سياسة تسليع و تحجيم الصحة العامة، التي اتبعتها كافة الحكومات.

و هناك زخم تخفيه أيضاً نتيجة الانتخابات الطلابية الأخيرة، حيث ظهرت قائمة "بانسبوذاستيكي"، أي القوائم التي تدعمها الشبيبة الشيوعية اليونانية كقوة أولى.

كما و إجراء المؤتمر الأخير لجبهة النضال العمالي "بامِه" المنعقد مؤخراً على المستوى الوطني، والذي كان قد حضره ما يزيد عن 500 نقابة و اتحادات و مراكز عمالية من جميع أنحاء البلاد، بهدف تعزيز تنظيم نضال الطبقة العاملة في بلادنا.

إننا نرى أن صراعكم يتعزز أيضاً في بلدانكم ونعتقد أن الصراع المشترك لأحزابنا يمكن أن يتطور على جبهات عديدة. حيث من الضروري تبادل الخبرات المستخلصة من العمل السياسي للأحزاب و من الصراع ضمن الحركة العمالية الشعبية و ضمن صفوف الشباب.

باستطاعتنا تعزيز التعاون من أجل تقوية محاولات إعادة التنظيم الثوري للحركة الشيوعية الأممية، من خلال الخطوات التي تم إنجازها في المجلة الشيوعية الأممية والمبادرة الشيوعية الأوروبية.

و بهذه المناسبة، نتمنى كل النجاح للحزب الشيوعي الكوبي، الذي تولى استضافة اللقاء اﻷممي ا22للأحزاب الشيوعية في نهاية شهر تشرين اﻷول\أكتوبر.

هناك العديد من المسائل التي يمكن لأحزابنا توسيع تعاونها بها.

هامة هي مبادرة أحزابنا، الحزب الشيوعي اليوناني والحزب الشيوعي التركي، و حزب العمال الشيوعي الإسباني، والحزب الشيوعي المكسيكي، من أجل إصدار البيان المشترك الذي وقعه 42 حزباً شيوعياً وعمالياً و 30 منظمة شبيبية شيوعية، من أجل الإعراب عن مناهضة الحرب الإمبريالية و طرح مسائل مبدئية.

لكن هذا لا يكفي. من المطلوب قيام مبادرات و صيغ عمل جديدة في هذا الاتجاه.

من أجل مواصلة عملنا ضد الحرب الإمبريالية، و إجمالاً ضد الخطط والحروب والتدخلات الإمبريالية، ضد الناتو والاتحاد الأوروبي، و جميع صنوف التحالفات الإمبريالية، مع تبني خط فك الارتباط عنها مع تواجد الشعب في موقع السلطة.

و من أجل إغلاق القواعد العسكرية في بلداننا و إلغاء كل الاتفاقيات التي تورطها في الخطط الإمبريالية.

و بالإضافة إلى ذلك، يمكننا و بنحو أبعد تعزيز دراسة مسائل الاشتراكية التي بُنيت في القرن العشرين، من أجل دراسة أسباب إسقاطها، و دراسة تاريخ الحركة الشيوعية الأممية.

و في الوقت ذاته، ينبغي تعزيز العمل المشترك في الحركة العمالية الأممية والمنظمات الأممية الجماهيرية المناهضة للإمبريالية.

لكي يرتقي التضامن الأممي إلى مستوى أعلى. و على حد السواء فيما يخص الصراع ضد الاضطهاد الممارس بحق الشيوعيين والأحزاب الشيوعية، كما والعمل بجانب جميع الشعوب التي تواجه العدوانية الإمبريالية، و إلى جانب اللاجئين والمهاجرين.

و من أجل تعزيز النضال من أجل حقوق العمل والتأمين و حاجات العمال، و ضد القمع الممارس من قبل الدولة وضد الإرهاب الممارس من جانب أرباب العمل.

أيها الرفاق،

إن للمرحلة الجديدة التي نكافح بها متطلبات كبيرة، حيث تفرضُ الظروف تصعيد الصراع السياسي الأيديولوجي مع كافة صنوف الأحزاب البرجوازية.

إن المواقف التي تركز فقط أو بنحو رئيسي على الصراع ضد النيوليبرالية، تقود إلى تبرئة الاشتراكية الديموقراطية والقوى البرجوازية الأخرى، المؤيدة "تنظيم السوق" من قبل الدولة.

و مع ذلك، فإن كِلا اﻷحزاب الليبرالية و الاشتراكية ديموقراطية هي أحزاب مديرةٌ للاستغلال الرأسمالي، و هي مسؤولة عن معاناة الشعوب، بأساليب مختلفة، لكنها دائماً تُحمِّل أعباء النظام على عاتق العمال.

و تتزايد اليوم مهام الشيوعيين في الصراع ضد الانتهازية، التي تُعبِّر عن تأثير الأيديولوجيا والسياسة البرجوازيين على الحركة العمالية.

إن نشاطها يقوض الصراع الطبقي الذي هو القوة الدافعة للتطور الاجتماعي، و يقود نشاطها هذا نحو نزع سلاح الطبقة العاملة و دمجها في النظام الرأسمالي.

لقد تعفنت الرأسمالية و هي تَلِدُ الفقر والبطالة والحروب واللجوء! و يشتد الاستغلال، و تتعاظم باستمرار الهوة المتواجدة بين إنجازات العلم والتكنولوجيا وإمكانيات عصرنا المحققة و بين حياة الطبقة العاملة والشرائح الشعبية.

و تتأكد ضرورة و راهنية الاشتراكية و السلطة العمالية وقيام التملُّك الاجتماعي لوسائل الإنتاج والتخطيط المركزي، و تَبرزُ يومياً أهمية التحالف الاجتماعي و وجهة النضال المناهض للاحتكار و للرأسمالية.

لا ينتهي نقاشنا في لقاء اليوم. إننا نقوم اليوم بإرساء أسس لتعاون أوثق وأكثر جوهرية، و لدراسة التطورات وتبادل وجهات النظر من أجل تطوير الصراع المشترك والمساهمة في إعادة تنظيم الحركة الشيوعية.

بهذه الأفكار أود أن أشكركم على مشاركتكم اليوم و على إسهامكم في لقاء أحزابنا الأربعة، و أن أتمنى لكم رفاقياً و أخوياً دوام القوة والصحة!