روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

بيان المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني عن انقضاء 70 عاماً على انضمام اليونان إلى الناتو

نضال شعبي منظم ضد التورط في مخططات الإمبرياليين و من أجل فك الارتباط عن الناتو والاتحاد الأوروبي

 

1. سَعَت قوى الرأسمالية الأمريكية والأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، إلى تحصين سلطتها في مواجهة الاتحاد السوفييتي، الذي كان قد "أطلق" تفاعلات إيجابية -عِبر غلبته على الفاشية- في شرق ووسط أوروبا، فضلاً عن مناطق أخرى كانت تفجر النظام الاستعماري. و على هذا النحو، شُكِّل "اﻹتحاد الغربي" عام 1948 وفي 4 نيسان \أبريل 1949 شُكِّل في واشنطن، حلف شمال الأطلسي، الناتو، (بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، بريطانيا العظمى، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ، النرويج، الدنمارك، إيسلندا و البرتغال). كان الإستهداف الرئيسي لحلف الناتو هو الاتحاد السوفييتي، ودول البناء الاشتراكي، وتوطيد السلطة البرجوازية والدفاع عنها في دول الحلف الأعضاء. و في الوقت نفسه، سعت الولايات المتحدة داخل الناتو، ، باعتبارها قوة قيادية للإمبريالية الدولية، إلى تخفيف تناقضات النظام الإمبريالي.

و كانت عدوانية الإمبريالية، و أفعالها المنهجية المضادة للثورة وتوسع الناتو، سبباً لتأسيس "حلف وارسو" في 14 أيار\مايو 1955، الذي واجه الإمبريالية الأوروأطلسية و وضع العوائق أمام خططها.

2. رأت الطبقة البرجوازية اليونانية، التي تعرضت لاختبار قاس خلال النضال البطولي لجيش اليونان الديمقراطي (1946-1949)، تشكيل الناتو باعتباره عنصراً لا يتجزأ عن حماية سلطتها. ولم "تُجرّ نحوه"، بل سعت بنحو فاعل للانضمام إليه، وهو ما روج له في نفس وقت انضمام تركيا له، زعماً أن ذاك هو لتخفيف التوتر بين البلدين وبناء "مناخ من الأمن والسلام". وهكذا، أُبرم يوم 17 تشرين اﻷول\كتوبر 1951، في لندن بروتوكول انضمام اليونان وتركيا إلى الناتو. و صادق البرلمان على اتفاقية الانضمام في 18 شباط\فبراير 1952، في فترة حكومة نيكولاوس بلاستيراس - سوفوكليس فينيزيلوس. و اصطف إلى جانب الحكومة في صالح عضوية اليونان في الناتو، حزب الشعب بقيادة كونستاندينوس تسالذاريس و حزب الإنذار اليوناني بقيادة ألِكندروس باباغوس و غيرهم.

2. صوَّت حزب اليسار الديمقراطي الموحد ضد مشروع القانون، بينما شجبه الحزب الشيوعي اليوناني، الذي كان متواجداً في ظروف غير قانونية، عبر قرار أصدرته الجلسة العامة الثانية للجنته المركزية عام 1951.

شكَّل انضمام البلاد إلى الناتو خياراً طبقياً للطبقة البرجوازية وأحزابها، و أمَّن وجود آلية عدوانية ضد النظام الاشتراكي ولكن أيضاً ضد الطبقة العاملة والشرائح الشعبية داخل اليونان. بالإضافة إلى ذلك، صدَّق الانضمام على اتجاه "التحالفات" الدولية للطبقة البرجوازية، والتي انعكست في عقيدة "الانتماء إلى الغرب" و "الخطر الآتي من الشمال"، التي تدعمها الأحزاب البرجوازية على مر اﻷزمنة.

و منذ انضمامها إلى الناتو حتى اليوم، تحاول الطبقة البرجوازية وأحزابها "كحزب الاتحاد الراديكالي اليوناني و اتحاد الوسط، قبل الديكتاتورية، و الجمهورية الجديدة و الباسوك و سيريزا) و من كِلا موقعي الحكم أو المعارضة تزوير الحقيقة التاريخية، لفرض الرؤية البرجوازية على الشعب والشباب حول تأسيس حلف شمال الأطلسي، و انضمام اليونان إلى "عش الدبابير" الإمبريالي هذا وتوسيع القواعد الأمريكية و اﻷطلسية.

3. و بعد سبعة عقود على انضمام اليونان وتركيا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي، تُظهر الخبرة التي حشدها شعبا اليونان وتركيا، أن تطلعات "السلام" و "الأمن" و "الديمقراطية" التي يفترض أنها ستؤمن للشعوب "داخل أسوار الناتو" لم تتحقق. بل على العكس! فقد ثَبُت أن الناتو شريك في ذنب قيام الانقلابات العسكرية في البلدين. ثَبُت أن الناتو هو "رحمُ" المواجهات، ما دام لا يعترف بالحدود القومية، ويظهر جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة - التي تحتفظ بصدارتها ضمنه-، في دور التحكيم وفي الواقع مع دعم المطامع التركية، التي تبرزها و بتصاعد الطبقة البرجوازية التركية ضد الحقوق السيادية لليونان وقبرص. حيث تم تأكيد الدور القذر الذي لعبته الإمبريالية الأوروأطلسية في الانقلاب في قبرص، و في غزوها واحتلالها التركيين، مما دفع الحكومة البرجوازية اليونانية، بقيادة كونستاندينوس كارامانليس في ذلك الوقت، و من أجل تليين ردود الفعل الشعبية وتثبيت استقرار الأحزاب السياسية في مرحلة ما بعد سقوط حكم المجلس العسكري، إلى الانسحاب من الجناح العسكري لحلف الناتو في 14 آب\أغسطس 1974، لتعود إليه مرة أخرى، بعد ست سنوات، في 19 تشرين اﻷول\أكتوبر 1980 أي بالكاد قبل 70 يوماً من انضمام اليونان إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية،.

4. لا يزال حلف الناتو اليوم يشكِّل الذراع السياسية والعسكرية للإمبريالية الأوروأطلسية. و في مواجهته الآن، لا يتواجد الاتحاد السوفييتي و باقي بلدان البناء الاشتراكي، بل قوى عاتية أخرى للعالم الرأسمالي المعاصر، كالصين، التي تهدد صدارة الولايات المتحدة في النظام الإمبريالي العالمي، أو روسيا، التي تمتلك ترسانة نووية قوية تحت تصرفها، تقارن بمثيلتها المملوكة من الولايات المتحدة، فضلاً عن امتلاكها المعرفة التقنية والوسائل لتحديث قوتها السياسية العسكرية. حيث يُنظر إلى هذه القوى على أنها مُزاحِمة من قبل الإمبريالية الأوروأمريكية، كما يتضح من "الرؤية الإستراتيجية" لحلف الناتو، التي تحدد الأهداف والوسائل التي تخدمها، لجعل هذا التحالف الإمبريالي أكثر نجاعة ضد الشعوب، وكذلك أكثر قدرة في المزاحمات الإمبريالية.

و تتصف استراتيجية الناتو بالتوسع المخطط له حول العالم، والتوسع عبر ضم أعضاء جدد، وإقامة شراكات مع عشرات الدول، و تشكيل وحدات عسكرية جاهزة للقتال. و جارٍ هو الترويج لخطة تستهدف روسيا وإيران والصين. هذا هو الغرض من تشكيل وحدات لقوى المشاة والجوية والبحرية، ستكون مجهزة تجهيزاً كاملاً، وستكون قادرة على التدخل في غضون 30 يوماً، على كل جبهة تختارها أركان الحلف و المعروفة بصيغة (30x4).

و في الوقت نفسه، تتزايد التناقضات باضطراد في خلجان الناتو بين الولايات المتحدة - ألمانيا أو بين الولايات المتحدة - فرنسا و بين فرنسا - ألمانيا، كما و تناقضات مهمة أخرى بين تركيا - فرنسا أو تركيا - اليونان. حيث تجري حتى الآن تسوية هذه التناقضات من خلال العديد من التوافقات المؤقتة، غالباً بطريقة "إطفائية" لكن "تشابكها" يزداد تعقيداً باضطراد، أمر يضع في موضع التشكيك وظيفة و زخم تحالف الذئاب الإمبريالي حتى من جانب قوى سياسية و محللين برجوازيين

5. مخطئ و بعمق هو الموقف الذي تعرب عنه دوائر انتهازية مختلفة، و هو القائل بأن منظمة حلف شمال الأطلسي هي "أداة أمريكية لاضطهاد أوروبا" ومن بين أمور أخرى، و أن اليونان وبلدان أخرى متواجدة في نظام "تبعية" بسبب الناتو. إن الحقيقة هي أن التحالفات الإمبريالية، كالناتو والاتحاد الأوروبي، وكذلك التحالفات الأخرى التي تظهر اليوم على سبيل المثال، في منطقة أوراسيا أو أمريكا اللاتينية و المحيط الهادئ، هي اتفاقات دولية لدول برجوازية (أعتى أو أقل قوة)، و على حد السواء لتلك الموجودة في قمة الهرم الإمبريالي أو لغيرها التي تحتل موقعاً أدنى، ولكنها تعبر إجمالاً عن مصالح الاحتكارات، و تؤمن سيادتها و مشاركتها -اعتماداً على قوتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية-  في المزاحمة التي تصف وظيفة النظام الإمبريالي الدولي.

إن التحليل الذي يَحصر الإمبريالية على سبيل المثال، فقط في السياسة الخارجية العدوانية للولايات المتحدة أو للناتو و يستثني الدول والتحالفات الرأسمالية الأخرى، يتعامى عن المعيار اللينيني المعصوم، أي عن سيطرة الاحتكارات، التي هي الأساس الاقتصادي للإمبريالية. حيث "يتشبَّث" هذا التحليل  بواقعة العلاقات غير المتكافئة التي يصوغها التطور غير المتكافئ للنظام، ويبرر ويقدس الطبقة البرجوازية في بعض الدول، و دور الدول البرجوازية التي تعبر عن مصالحها. إن الاحتكارات لا تتخلى عن حقوقها، و تتحرك بنحو مستقل أو تتشابك، وتتحالف وتطالب بكافة اﻷساليب بالحصول على مزايا وفضاء جديد من أجل نشاطها، من أجل تحسين موقعها، ويتجلى هذا في دور الدول البرجوازية التي تقوم بهذا اﻷسلوب أم سواه باﻹنضمام أو اﻹرتباط بتحالفات إمبريالية للمطالبة بجزء من الغنيمة والسيطرة على الأسواق ومصادر إنتاج الثروة، في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوقيانوسيا. هذا و يصل مآل الأحزاب أو الزمر الانتهازية التي تعيد النظر بالمبادئ اللينينية إلى طرق سياسية خطرة للغاية، وتغدو ذيلاً للطبقة البرجوازية، وتتوقع بنحو طوباوي تجاوز العلاقات غير المتكافئة والتبعيات، داخل النظام الرأسمالي الذي يسببها. و تلجأ إلى التعاون السياسي مع أحزاب برجوازية، و تشاركون أو تدعم حكومات برجوازية تتبنى خط  ترقية دور الطبقة البرجوازية ودولتها.

6. إننا نرى من الزاوية المذكورة أعلاه دور اليونان في مخططات الناتو. حيث تتَّبع الطبقة البرجوازية اليونانية إستراتيجية عدوانية، و قد حددت أهدافاً عدوانية، تخدمها حكومة حزب الجمهورية الجديدة و باقي الأحزاب التي حكمت، كسيريزا و حركة التغيير، وأحزاب أخرى تروج لمصالحها، و هي التي تسير على قضبان سِكَّة الدمج اﻷعمق للبلاد في استراتيجية الناتو و الاتحاد الأوروبي و تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. إن المعيار الرئيسي لسياستها هو "الترقية الجيوستراتيجية" لمصلحة المجموعات الاقتصادية الكبيرة، من خلال الترويج لخطط الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، و هو ما يُسجَّل على حد السواء في السياسة الاقتصادية والداخلية والدولية والإقليمية.

حيث تقوم  اليونان بالتكيُّف مع واقع وجودها 70 عاماً ضمن الناتو و 42 عاماً في المجموعة الاقتصادية الأوروبية و 30 في الاتحاد الأوروبي، ومع متطلبات هذه التحالفات الإمبريالية، وتشارك بنشاط في المهمات الأوروأطلسية في الخارج، و في الحروب والتدخلات الإمبريالية. و يدفع الشعب ثمناً باهظاً لذلك، يتجاوز سنوياً اﻠ 4 مليارات يورو. حيث دفع خلال السنوات العشر الماضية أكثر من 50 مليار يورو من أجل حاجات الناتو، ثمناً لمعدات لا علاقة لها بالدفاع عن البلاد.

إن قواعد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي المتواجدة في اليونان، والتي تم تطويرها على مر الزمن تحت مسؤولية جميع الحكومات والأحزاب البرجوازية، يتم تحديثها، ولديها بنية تحتية للأسلحة النووية، و تهدد شعوباً أخرى، و تجعل من البلاد هدفاً للغير، و "نقطة انطلاق" لحروب جديدة و إراقة دماء على حساب الشعوب. هذا و مهدت حكومة سيريزا، من خلال "الحوار الاستراتيجي" مع الولايات المتحدة الأمريكية الطريق للاتفاقية الجديدة بشأن القواعد اليونانية الأمريكية التي أبرمتها حكومة حزب الجمهورية الجديدة عام 2019، لترقية قاعدة سوذا والقواعد الجديدة في ألكسندروبوليس وستيفانوفيكيو ولاريسا والتي تم تعزيزها وتوسيعها إلى أجل غير مسمى عبر الاتفاقية المبرمة مؤخراً بين حكومة حزب الجمهورية الجديدة و الولايات المتحدة الأمريكية. كما و يجري عِبر القاعدة العسكرية في ألكسندروبوليس دفع قوات الولايات المتحدة و الناتو إلى أوروبا الشرقية من أجل تطويق  روسيا. حيث تتورط اليونان بنحو أعمق في المزاحمات الإمبريالية.

7. عبر جملة من الوقائع دُحضت العقيدة الدعائية الأساسية للأحزاب البرجوازية والدولة البرجوازية القائلة أن من خلال تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، ستصاغ شروط للدفاع عن سيادة البلاد و حقوقها السيادية ضد مطامع الطبقة البرجوازية التركية. إن اليونان وتركيا حليفان في الناتو. و تنفذ الدولتان البرجوازيتان وحكومتهما بنحو مشترك- على الرغم من الاحتكاكات بينهما-  قرارات الناتو ضد الشعوب، وتتعاونان وتتزاحمان من أجل ترقية مكانة مجموعاتها الاقتصادية، من أجل الحصول على نصيب أكبر من غنيمة التدخلات والحروب الإمبريالية.

8. و تبرز اليوم في كل مكان ضرورة الصراع من أجل إسقاط الهمجية الرأسمالية، التي تدين العمال بالاستغلال الطبقي والظلم الاجتماعي والحروب الإمبريالية. إن الحزب الشيوعي اليوناني، الذي قدَّم ولا يزال على مر السنين يقدِّم كل قواه من أجل "تحريك عجلة التاريخ" يتصدَّر تطوير الحركة المناهضة للإمبريالية والمناهضة للحرب و الكفاح ضد القواعد العسكرية للولايات المتحدة و الناتو، و من أجل الفكاك من الخطط والتحالفات الإمبريالية، كالناتو والاتحاد الأوروبي. حيث ينبغي اليوم، على خلفية احتدام التناقضات الإمبريالية البينية، أن تتخذ هذه الحركة الشعبية أبعاداً أكبر، وأن تضم المزيد من القوى العمالية الشعبية، وأن تحتوي مضموناً معاصراً للصراع ضد الإمبريالية. و فيما يتعلق ببلدنا، يشكِّل الفكاك عن الناتو و عن أي اتحاد إمبريالي آخر، أولوية رئيسية للحركة العمالية والشعبية، وكما أظهر التاريخ، باﻹمكان أن يكون تحقيق ذلك دون رجعة و في صالح الشعب عبر الضمان القوي الذي تمنحه السلطة العمالية.

و في هذا السياق ينبغي تركيز جميع الجهود!

- من أجل إغلاق القواعد الأمريكية الأطلسية!

- لكي لا يتواجد يوجد أي جندي و ضابط يوناني خارج الحدود. و من أجل إعادة تشكيلات القوات المسلحة المتواجدة في مهمات إمبريالية خارج البلاد!

- عدم مشاركة اليونان في المخططات الإمبريالية!

- فك اﻹرتباط عن التحالفات الإمبريالية للناتو والاتحاد الأوروبي مع شعب سيداً في بلدنا!

أثينا 18\2\2022                                                      المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني