روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

مقال للأمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، ذيميتريس كوتسوباس في الجريدة الروسية "سوفييتسكايا روسيا" ("روسيا السوفييتية")

ذيميتريس كوتسوباس: نغدو أشد قوة مع استخلاصنا للاستنتاجات

 

ببالغ السرور أتوجه لعمال روسيا من خلال صفحات صحيفة "سوفييتسكايا روسيا" التاريخية، في البلد الذي "كسر الجليد"، كما قال لينين و " رسم الطريق" لإسقاط الرأسمالية ثورياً و بناء المجتمع الاشتراكي الشيوعي، الجديد.

هذا و لم تشوش أحداث الثورة المضادة والإنقلابات أعين و عقول شيوعيي اليونان والحزب الشيوعي اليوناني. الى جانب ذلك، فقد كان لسان حال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني، صحيفة ريزوسباستيس، قد كتبت على صفحتها اﻷولى، قبل 26 عاما في 28 كانون الأول\ديسمبر 1991، بعد بضعة ساعات على تنكيس العلم الأحمر عن الكرملين:

"فلنرفع الراية أيها الرفاق، إن اﻷمل هو في صراع الشعوب".

إن عام 2017، و هو عام الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، ترك خبرة نشاط غني لحزبنا. إن حزبنا هو أيضا ثمرة شعلة أكتوبر الثورية.

و قد أقيمت في بلادنا، مئات من الأنشطة السياسية والثقافية الهامة تكريما للثورة الاشتراكية.

وفي الوقت نفسه، سعينا من خلال عملنا الفكري والسياسي، و نشاطنا في إطار النقابات وغيرها من المنظمات الشعبية الجماهيرية، و مع الدفاع عن حق الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الفقيرة ضد السياسة المناهضة للشعب، أن نثبت ضرورة السلطة العمالية التي هي الند الفعلي في مواجهة بربرية الرأسمالية.

و خاض شيوعيو اليونان معركة تنظيم نضال الطبقة العاملة ضد الحكومة البرجوازية للإشتراكية الديمقراطية "الجديدة" لحزب سيريزا، الذي يحكم على مدى السنوات الثلاث الماضية، بدعم من حزب "اليونانيين المستقلين" اليميني و إسناد  من رأس المال  و الاتحاد الأوروبي و الناتو و الولايات المتحدة.

و في ظروف صعبة مع ارتفاع معدلات البطالة نتيجة الأزمة الرأسمالية، و تكثيف إرهاب أرباب العمل الممارس في مواقع العمل، و قمع الدولة  و الحكومة وتقويض الحق في الإضراب، قدم الشيوعيون قصارى جهدهم لتنظيم نضالات عمالية كبرى، و تحركات و إضرابات على الصعيد الوطني.

و كان هذا الصراع عدا تحقيقه لمكاسباً جانبية لعمال  بعض القطاعات مثل النقل والبناء و أحواض صيانة السفن و غيرها،  قد عزز على نحو أبعد مواقع الشيوعيين و إجمالاً، موقع القوى ذات التوجه الطبقي، التي تكافح عبر صفوف جبهة النضال العمالي (بامِه). وقد ظفرت القوى ذات التوجه الطبقي بقوى جديدة. و هي متواجدة اليوم في المرتبة الثانية في الحركة النقابية و هي المنظمة على نحو أفضل.

و فضلاً عن ذلك، يتحرك الشيوعيون بنحو نشط في صفوف فقراء المزارعين، الذين أقدموا  عام 2017 على إغلاق الطرق الرئيسية في البلاد لمدة 40 يوما، في 100 نقطة مختلفة، في سياق كفاحهم ضد سياسة الحكومة والاتحاد الأوروبي التي تقودهم  إلى الخراب.

و ينطبق الأمر ذاته على نضالات الشرائح المتوسطة والصغيرة في المدينة، و صغار الكسبة والنساء والشباب، المتحدرين من أصول عمالية شعبية.

و ليس من قبيل الصدفة، بروز الشبيبة الشيوعية اليونانية في السنوات اﻟ4 الماضية، في موقع ثاني أكبر قوة على مستوى البلاد في الجمعيات الطلابية مع حصولها على نسبة تتجاوز اﻟ 20٪.

هذا و كان الشيوعيون كان قد تموضعوا بنحو ثابت سواء في البرلمان اليوناني (حيث للحزب الشيوعي اليوناني 15 نائبا) أو في البرلمان الأوروبي (حيث لدينا نائبان) أو في صفوف الآلاف من المتظاهرين في المسيرات الكثيرة التي جرت  من أجل الحقوق العمالية الشعبية كما و خارج قواعد الناتو و غرف عملياته،  ضد الحروب الامبريالية و ضد مشاركة اليونان فيها، ضد تحويل بلدنا إلى منطلق انقضاضي لمخططات الولايات المتحدة و حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وأفريقيا و أوكرانيا و البحر الأسود والبحر و غيرها. و اصطفوا في صالح فك الارتباط من الاتحادات الإمبريالية لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، و من أي تحالف إمبريالي آخر، و هو ما يستطيع تأمينه حصراً، حكم السلطة العمالية  في اليونان. حيث وحدها السلطة العمالية هي القادرة على ضمان وضع "شاهدة قبر"  للتدابير المناهضة للعمال و الشعب،  عبر فرض التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج، و مباشرة التخطيط العلمي للاقتصاد والرقابة العمالية.

هذا و كان المؤتمر اﻠ20 لحزبنا الذي انعقد في شهر آذار\ مارس 2017،  قد انشغل بكيفية جعل الحزب أكثر نجاعة في عمله،  حيث وضعنا أهدافاً أعلى. لقد طرحنا مهمة فورية لتعزيز الحزب الشيوعي اليوناني، ليكون الحزب مقتدراً، باعتباره حزب الانقلاب الاجتماعي، لانجاز دوره التاريخي الطليعي. أي حزباً قادراً على قيادة نضال الطبقة العاملة والشعب بأكمله، لإعادة صياغة الحركة العمالية و لتعزيز التحالف الاجتماعي في اتجاه مناهض للاحتكارات و الرأسمالية، ضد الحرب الإمبريالية، و من أجل السلطة العمالية.

لأننا نعلم جيدا أن ثورة أكتوبر لم تكن مجرد "حادث تاريخي"، ولا "انقلاباً مدمراً" نفذه البلاشفة، كما يقول البرجوازيون و يكتبون، كما و لم تكن  الثورة "غير ناضجة وسابقة لأوانها"، كما يقول و يكتب جميع أنواع المرتدين و الانتهازيين – المغامرين.

لقد كانت ثورة أكتوبر أكبر حدث في العالم في القرن العشرين، هو الذي أعلن بداية عصر تصدر الطبقة العاملة للتطورات ودفعها لعجلة التاريخ من خلال استيلائها على السلطة وتنظيم علاقات إنتاج جديدة، اشتراكية شيوعية، مع إعادة صياغتها المجتمع بأسره.

و ينطبق هذا التقييم اليوم حيث نحن نرى ان الرأسمالية المتواجدة في مرحلتها الإمبريالية، تهيمن عالمياً.  ما دام وجود أية   علاقات الماضي الاشتراكية الباقية على قيد الحياة في بعض البلدان، هو فقط تأكيد على بقايا المحاولة الأولى لبناء الاشتراكية التي بوشرت عام 1917 واستمرت في مختلف البلدان خلال مدى القرن اﻟ20.

و مع ذلك، لا تزال الاشتراكية راهنية وضرورية أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية. حيث لا تعتمد سمة ثورة عصرنا كاشتراكية،على ميزان القوى الوقتي، بل تنتج من مآزق الرأسمالية و من واقعة نضوج الظروف المادية للإنتقال نحو المجتمع الجديد.

و تتفاقم المزاحمات الإمبريالية البينية اليوم على نحو أبعد. و التناقضات الكبيرة حول اقتسام الأسواق، و التحكم بمصادر الثروة، و مسارات نقل الطاقة والسلع والسيطرة الجيوسياسية. حيث تنشأ تحالفات جديدة و تكتلات تزيد من مخاطر الاشتباكات الحربية.

و ضمن هذا الصدام، مَدينةٌ هي الحركة الشيوعية اﻷممية و كل حزب شيوعي بصياغة خطها للمعركة. هو خط إطاحة الهمجية الامبريالية، التي تجلب الأزمات الاقتصادية والفقر والبطالة والحروب أو "السلم" مع وضعها للمسدس في رأس الشعوب. حيث يجب أن يتم ذلك من خلال دراسة التجربة التاريخية أيضاً، و نبذ الدراسات الخاطئة التي تعود لعقود سابقة و التي أدت إلى إخراج اﻷحزاب من سياق الكفاح و تسببت بحرج أكبر، عدا عما سببته من عدم نجاعة القوى الثورية في المجتمع.

 و كما أظهرت تجربة أكتوبر و جملة مسار الحركة العمالية الثورية على المستوى اﻷممي، فليس هناك من هوامش لأي تعاون - تحالف مع الطبقة البرجوازية إجمالاً، و  لا مع بعض قطاعاتها، باسم الدفاع عن الديموقراطية البرجوازية أو "أنسنة  الرأسمالية"، أو بذريعة مرحلة انتقالية معينة نحو الاشتراكية، أو بحجة تجنب بعض "القوى المؤيدة للحروب".

فالطبقة البرجوازية و سلطتها، تقوض وتقمع حقوق العمال و مكاسبهم وتهيئ لشن الحروب، أيضاً عبر  إبرام "معاهدات السلم". إن تحالف الطبقة العاملة مع المزارعين الفقراء والتجار و الحرفيين العاملين لحسابهم الخاص، هو منظور ترسيخ الصراع ضد الرأسمالية و الاحتكارات و من أجل الاشتراكية.

لقد فشل خط الاشتراكية الديمقراطية منذ بداية القرن الماضي، حتى اليوم فشلا ذريعا، و سبب ضررا كبيرا، و أوصل الحركة الشيوعية الثورية نحو الهزيمة، و دمج قوى عمالية في نظام الرأسمالي الاستغلالي، وأدى إلى رمي قوى تقدمية و كفاحية للتطور الاجتماعي، "خارج الخدمة". إن هذا هو سبب إجابة الشيوعيين على سؤآل: إصلاح أم ثورة؟، ثورة، لأن من غير الممكن أنسنة أي هيئة من هيئات السلطة البرجوازية. حيث تنبثق هذه اﻹجابة كما و دور الحزب الشيوعي الذي لا يستعاض عنه، من نظريتنا التي هي الماركسية - اللينينية والأممية البروليتارية.

لقد أظهر بناء الاشتراكية، باعتبارها طور باكورة المجتمع الشيوعي، ماهية الحتميات التي ينبغي أن تعيها الطليعة الثورية، و ألا تنتهكها، لكي تقضي بنحو واع و مخطط على براعم الثورة المضادة. وبشكل أكثر تحديدا، لتعي نظرية و ممارسة "الاشتراكية السوق" المدمرة لمنظور و بناء الاشتراكية،  و هو ما حدث في الاتحاد السوفييتي السابق تدريجيا من خلال انزلاق انتهازي  بدءاً من عام 1956 و هو الذي اندلع بعنف عام 1991، عبر التفكيك النهائي للاتحاد السوفييتي وللحزب الشيوعي السوفييتي.

إن التجربة التاريخية تبين لنا أيضاً، أن معظم المشاكل التي ظهرت في مسار عملية البناء الاشتراكي، فُسرت بنحو خاطئ على أنها وجوه ضعف تعود لطبيعة التخطيط المركزي. حيث سُعي نحو الوراء لإيجاد الحل، أي نحو توسيع السوق بدلا من التطلع إلى توسيع وتعزيز علاقات الإنتاج الاشتراكية – الشيوعية.


إننا اليوم نغدو أكثر نضوجاً مع استخلاصنا لاستنتاجات صحيحة من تاريخنا.

و نقوم بالتسلح على نحو أفضل، أيديولوجيا وسياسيا من أجل المعارك الطبقية التي نخوضها والمعارك القادمة. حيث يتمثل سلاحنا في الأممية و  في صراعنا المشترك، و في تضامننا الطبقي و الرفاقي الذي هو ضروري لمواجهة كل من الانعزال القومي والكوسموبوليتية الامبريالية.

هذا و استلم الحزب الشيوعي اليوناني، الذي سيحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2018، من الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي، تنظيم اللقاء اﻷممي للأحزاب الشيوعية والعمالية. حيث سنسعى عبر اللقاء اﻷممي اﻠ20 الذي سيعقد في أثينا، فضلا عن صيغ أخرى، نحو الاسهام لكي تقوم الحركة الشيوعية الأممية التي هي مقسمة و تواجه صعوبات كبيرة، بخطوات في مسار إعادة تنظيمها ثورياً، لأن منظورها هو متواجد في ذلك، حصراً.

نأمل لقراء "سوفييتسكايا روسيا" الصحة والعزم أمام النضالات الجديدة في 2018. إن مستقبلنا ليس الرأسمالية، بل هو العالم الجديد للثورات الاشتراكية، عالم بناء الاشتراكية - الشيوعية.


نتمنى عام طيباً للجميع !

 

نشر بتاريخ 28\12\2017

http://sovross.ru/articles/ 1644/37274