كانت المسيرة التي نظمتها جبهة النضال العمالي "بامِه" يوم السبت الماضي 6/9 في ثِسالونيكي إحدى أكبر مثيلاتها التي نظمت بمناسبة  افتتاح معرض ثيسالونيكي الدولي.

 و يذكر أن معرض ثِسالونيكي الدولي يشكل منبراً سنوياً لكل الحكومات اليونانية للإعلان عن سياساتها المالية وعن تدابيرها الوحشية ضد الطبقة العاملة والفقراء. حيث قدم العمال و لمرة أخرى هذا العام ردهم على إعلانات الحكومة. حيث شاركوا في التجمع الذي أجري بعد الظهر في ساحة أرسطو و في المسيرة خلف لافتات نقاباتهم و لجنات النضال و باسيفي الحرفية و باسي الفلاحية و أوغ النسائية و ماس الطلابية مع الآلاف من عمال القطاعين العام و الخاص والعاطلين عن العمل والعمال المطالبين بأجورهم المستحقة المتأخرة والمتقاعدين، والمزارعين، و صغار الكسبة من العاملين لحسابهم الخاص والنساء والشباب.

حيث عبَّر المتظاهرون عبر مشاركتهم الجماهيرية، عن ردهم الفوري الأولي على وعود واستهزاء الحكومة بتقديم الفتات لهم، التي عبر عنها خطاب رئيس الوزراء في افتتاح المعرض المذكور. هذا و شكلت المسيرة في نفس الوقت، نقطة انطلاق للتمهيد لمناخ تحضير لبرنامج نشاط "بامِه" الكفاحي لمدة شهرين  و المتضمِّن لمطالب تتجاوب مع حاجات الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية الفقيرة.

هذا و مرت المسيرة الكبيرة التي تلت التجمع، من أمام مقر معرض ثِسالونيكي الدولي، الذي كان تحت حماية فرق قوية من شرطة مكافحة الشغب. حيث قام المزارعون  رمزيا برمي الطماطم على الرصيف وتوزيع ثمار الدراق على المواطنين لإثبات بخس تسعيرة منتجاتهم، ولكن أيضا للتنديد بكل من الحكومة والاتحاد الأوروبي الذين يناقشان إتلاف المنتجات الزراعية في وقت يعاني ملايين السكان من نقص غذائي، في حين طبقت روسيا حظر استيراد هذه المنتجات  رداً على العقوبات المفروضة عليها من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
و شارك في المسيرة وفد من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني برئاسة أمينها العام ذيميتريس كوتسوباس الذي سجل ما يلي:

"يجب أن يعلن تحركنا هذا من ثِسالونيكي نفيراً فعلياً لشن هجوم عمالي مضاد في فصل الخريف خلال الفترة المقبلة، و ذلك عبر التركيز على كبرى المشاكل المحتدمة التي يعاني منها شعبنا، كمشاكل البطالة و توفير عمل ثابت ومستقر للجميع كمطلب أساسي و مشاكل تدابير الضرائب المجحفة التي يتحملها الشعب اليوناني، و مشكلة الضمان الإجتماعي- الذي يشكل بالنسبة لنا و لكل الشعب سببا للحرب، وعدد من القضايا الأخرى المتعلقة بالمفاوضات الجماعية و الحقوق التي يجري إلغائها والعمل الغير المدفوع الأجر في الغالب في مواقع العمل، وعلاقات العمل الهمجية، و مشاكل التعليم الآن في وقت افتتاح المدارس والكليات ومشاكل نظام الصحة التي يواجها مواطنونا في المستشفيات والوضع غير المقبول في قطاع الصحة مع ارتفاع أسعار الأدوية التي يعجز عن تغطية تكاليفها المتقاعدون عن العمل و الفقراء. حيث ينبغي أن تكون جميع هذه القضايا في جوهر النضال عبر تحالف شعبي مع شنِّ هجوم عمالي شعبي مضاد، لتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل لشعبنا وبلادنا".

شاهد شريط عرض الصور

فيديو