روابط المواقع القديمة للحزب

إن الصفحات الأممية للحزب الشيوعي اليوناني تنتقل تدريجياً إلى صيغة موقع جديد. بإمكانكم الوصول إلى النسخات السابقة للصفحات المحدثة سلفاً  و محتواها عبر الروابط التاليةَ:

 

ضروري هو النقاش و السجال عبر تقديم الحجج و ليس عبر الافتراء و التشهير

 

مقال ينشره قسم العلاقات الأممية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني

 

يقول واقع الحقيقة باتسام التطورات الدولية و تطورات الحركة الشيوعية والعمالية بالتعقيد، فهي تحتاج إلى دراسة جوهرية و مناقشة وتبادل للخبرات، وذلك باستخدام معطيات محددة و حجج جوهرية ضمن إطار مبادئ نظريتنا.
و لا يبدو ذلك بقضية سهلة، و ذلك لأننا نلاحظ استخدام الاقصاء و التبسيط خلال الممارسة بدلا من عرض الحجج، كما و استخدام الأعذار لتغطية آراء خاطئة و انحرافات انتهازية بصدد قضايا استراتيجية.

و الأسوأ من ذلك كله هي الهجمات و التوصيفات العديمة الحجج و التي لا أساس لها التي تجري في هذه الفترة، حيث يظن البعض بقدرتهم على ضرب الحزب الشيوعي اليوناني بابتذال يزعم "انعزالية الحزب" (كمقالات نشرت مؤخراً في موقع سويسري على شبكة الانترنت).

و بالتأكيد، فمن المهم بمكان هو واقع تصدُّر الحزب الشيوعي للصراع الطبقي في اليونان لمدة 96 عاما، حيث سيحتفل الحزب في عام 2018 بالذكرى اﻠ 100 لتأسيسه.

و هو الحزب الذي مضى عبر "الحديد و النار"، حيث جُرِّب الشيوعيون اليونانيون خلال سنوات طويلة من الاضطهاد والسجن والنفي والإعدام  و أعوام طويلة من العمل السري، و تصدَّروا كفاح شعبنا ضد الأنظمة الديكتاتورية الفاشية، كما و الكفاح المسلح للمقاومة في فترة 1941- 1944 و الحرب الأهلية 1946-1949 و من خلال تجربتهم هذه يخوضون المعركة ضمن النضالات العمالية الشعبية حتى الآن.

بالتأكيد، لمسيرة الحزب الشيوعي اليوناني المتوافقة مع مقدراته ضمن الحركة الشيوعية الأممية،أهميتها فقد كان الحزب الذي أسهم في مباشرة اللقاءات الأممية في أثينا بعد الثورة المضادة و إسقاط الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي و باقي دول وسط و شرق أوروبا، و أسهم في قيام محاولات منظمة لإعادة تشكيل الحركة الشيوعية.

و بالتأكيد،  من المهم هو واقع حفاظ الحزب الشيوعي اليوناني على ثبات جبهته المفتوحة ضد الانتهازية، مع محاولته خوض الصراع  على أرضية مبادئ، لتطوير النقاش و العمل ضد "حصان طروادة الانتهازي" الذي يعمل على احتلال الأحزاب الشيوعية و على تهجينها لتغدو اشتراكية ديمقراطية.

ومع ذلك فالأهم من ذلك كله،  هو استخلاص الحزب الشيوعي اليوناني للدروس من مساره التاريخي و مسار الحركة الشيوعية الأممية و استخدامه لهذه التجربة كما و للمعرفة في سبيل المزيد من حيازة النظرية الكونية الماركسية اللينينية في الممارسة العملية،  و لتكييف استراتيجيته وتكتيكه مع حاجات الصراع الطبقي المعاصرة و منح قواه من أجل الصراع في سبيل مصالح الطبقة العاملة، لكي يغدو الحزب أكثر نجاعة و قوة في النضال من أجل إسقاط الرأسمالية و بناء الاشتراكية.

إن ما ذكر أعلاه هو ما يزعج الآلة الانتهازية الأخطبوطية المعقدة الساعية عبر أساليب مختلفة متسترة أو ظاهرة للتشهير بالحزب الشيوعي اليوناني، عبر اجترارها لمزاعم الخصم الطبقي بصدد دوغماتية حزبنا، و تجريم نشاطه الثوري و كفاحه الثابت ضد البرجوازية و الإتحادات الإمبريالية و تجريم دعوته الموجهة لشعبنا و للشعوب لعدم الإصطفاف تحت راية أجنبية.

في مقالنا هذا،  سوف نتعامل مع بعض جوانب المقالات و الكتابات المناهضة للحزب الشيوعي اليوناني، والتي تسعى لوضع قرائن بصدد "انعزالية" مزعومة للحزب الشيوعي اليوناني:

أ) القرار الأخير للجنة المركزية لحزبنا بعدم انضمام نواب الحزب الشيوعي اليوناني لأية كتلة في البرلمان الأوروبي.
ب) تقديرات حزبنا للعالم المعاصر، و ظهور قوى رأسمالية جديدة قوية في  "هرم" العالم الامبريالي.

ج) موقع اليونان ضمن "الهرم" المذكور.

1- عبر قرار أصدرته مؤخراً، أقرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اليوناني انسحاب مجموعة الحزب البرلمانية من كتلة اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي GUE/NGL البرلمانية، و عدم الإنضمام لأي كتلة في البرلمان الأوروبي، بعد تقييمها لعناصر أساسية.

 كان تقييمها كالتالي:

تم تحوير الطابع الكونفدرالي للكتلة المذكورة عملياً، حيث تظهر أحزابها المشاركة في حزب اليسار الأوروبي عبر خط سياسي موحد تكتلي و تجري مداخلاتها في اللجان و الجلسات العامة على أساس برنامج مشترك، مبرزة مواقف حزب اليسار الأوروبي باعتبارها مواقف كتلة اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي.

إن الوضع في تفاقم و هو يعطي الاتحاد الأوروبي خلال مواصلة رجعنته، الأولوية لعمل الأحزاب الأوروبية التي تضمن المزيد من الدعم للمفوضية الأوروبية و أجهزتها الأخطبوطية.

و تتمظهر خلاله هجمات ضد الحزب الشيوعي اليوناني  تترافق مع محاولات لإخفاء مواقفه وتشويهها.

و هناك دفع نحو تبني "مواقف مشتركة" تجاه قضايا خطيرة تتعلق بسياسة الاتحاد الأوروبي والتطورات الدولية، حيث على الرغم من تعبير مجموعة  نواب الحزب الشيوعي اليوناني عن خلافاتها، جرى التعتيم على عليها في العديد الحالات.

كما و هناك تمهيد جارٍ نحو تعاون لكتلة اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي مع الاشتراكيين و الخضر لتشكيل " كتلة يسار" مزعوم ، و هو ما يَرْشَحُ من مواقف مرشح حزب اليسار الأوروبي للمفوضية الأوروبية ، ألِكسيس تسيبراس. كما و جرى التوقيع المشترك للكتلة المذكورة أيضاً  على قضايا خطيرة جدا و على قرارات مشتركة بالإشتراك  مع الحزب الشعبي الأوروبي والأحرار (على سبيل المثال التوقيع على قرار مشترك على الإطار المالي لأعوام 2014-2020).

و تشارك قوى من الكتلة المذكورة، كحزب لينكه الألماني، في حملة الاتحاد الأوروبي المناهضة للشيوعية، و في تزوير الحقيقة التاريخية، و في المساواة المنافية للتاريخ بين الشيوعية والفاشية، كما و في التشهير بعملية البناء الاشتراكي و مكاسب الطبقة العاملة .

و كانت مجموعة الحزب الشيوعي اليوناني قد عارضت الخيارات الخطيرة المذكورة على مر كل هذه السنين. و ناهضت المواقف الغير مقبولة المتبناة من قبل أحزاب سياسية و برلمانيين مشاركين في الكتلة المذكورة، ممن أيدوا الحرب على ليبيا و تدخل الاتحاد الأوروبي في جمهورية أفريقيا الوسطى و التدخل في شؤون سوريا الداخلية أو الحملة التخريبية ضد كوبا،  و موقف أولئك الذين لم يدينوا تدخل الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا.  و كافحت المجموعة ضد موقف حزب اليسار الأوروبي القائل بإمكانية وجود إدارة للأزمات صديقة للشعب، في حين بقاء الاحتكارات في موقع السلطة.

و اصطدم الحزب مع المواقف التجميلية للطابع الإمبريالي للاتحاد الأوروبي الزاعمة بإمكانية تحول اتحاد الاحتكارات هذا ليغدو اتحاداً لصالح الشعوب.  ومع ذلك، فعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الحزب الشيوعي، يجري استخدام الكتلة كأداة لحزب اليسار الأوروبي. إن كل ما ذكر يقود لنشوء وضع سلبي تماما و ظروف جديدة تعيق موضوعياً استمرار مشاركتنا في كتلة اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي.

فبقاء الحزب الشيوعي اليوناني في كتلة تسيطر ضمنها القوى المذكورة، لكان قد شكَّل عائقاً في وجه استقلالية الحزب أيديولوجياً و سياسياً و تنظيمياً في البرلمان الأوروبي، خلال سعيه لتعزيز استراتيجية في صالح الطبقة العاملة و الشرائح الشعبية في بلدنا وفي أوروبا، و  إعادة بناء الحركة الشيوعية في أوروبا.

وفي الوقت ذاته، فإن استمرار مشاركة الحزب الشيوعي اليوناني في الكتلة المذكورة، لكان قد استُخدم ﻜ"ذريعة يسارية"  لفرض سياسة الأحزاب الانتهازية و الإشتراكية الديمقراطية التي تعمل لصالح الاتحاد الأوروبي، و المرتضية بهمجية الرأسمالية.

 ما الذي يقوم به الحزب الشيوعي اليوناني إذاً؟

إن الحزب يقوم بتحليل الوضع المعين و باتخاذ قرارات على أساس معيار الدفاع عن المصالح العمال الشعبية التي وثَّقنا استحالة خدمتها عبر كتلة اليسار الأوروبي الموحد واليسار الأخضر الشمالي التي يسيطر عليها حزب اليسار الأوروبي.

ما هم فاعلون إذن، أولئك الذين يتسترون خلف مزاعمهم بصدد انعزالية حزبنا؟

أنهم  يغضون الطرف عن هذا الواقع القائم و يتابعون تغذية تطلعات كاذبة حول إمكانية خدمة مصالح الشعب من خلال التعاون مع أحزاب ذات أهداف اشتراكية ديمقراطية معلنة. كحزب سيريزا و لينكه وغيرها من الأحزاب ذات العنوان الشيوعي، تحت ذريعة وحدة مزورة التوصيف، تجمع الانتهازية مع الإشتراكية الديمقراطية.


ما الذي يقوم به الحزب الشيوعي اليوناني؟

إنه يكشف عن الطبيعة الإمبريالية الحقيقية للاتحاد الأوروبي، باعتباره اتحاد احتكارات، و يقوم الحزب بالاصطدام مناديا الشعب والشعوب، للقيام بالقطع مع حلف الذئاب هذا، و لتغيير موازين القوى وتعزيز النضال من أجل السلطة العمالية الشعبية القادرة على تمهيد الطريق للتنمية الاشتراكية الممتلكة لمعيار الحاجات الشعبية وليس الربح، مع فك الإرتباط عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

ما هم فاعلون إذن، أولئك الذين يتسترون خلف مزاعمهم بصدد انعزالية حزبنا؟

إنهم يخضعون للاتحاد الأوروبي، و يسيرون ضمن "جدران" النظام مع إبراز مختلف حلول حكومية "يسارية" و "تقدمية" و يغذون رؤية قائلة بإمكانية بناء اتحاد الإحتكارات هذا من أساسه ليغدو اتحاداً في صالح الشعوب.

ما الذي يقوم به الحزب الشيوعي اليوناني، علاوة على ذلك؟

يشارك الحزب في اللقاءات الأممية للأحزاب الشيوعية و يطرح موضوعات ويدعم العمل المشترك بالتوازي مع الإصرار على امتلاك ناصية مستوى أعلى للتنسيق في صراع الأحزاب الشيوعية ضد الاتحاد الأوروبي الامبريالي والاستغلال الرأسمالي من خلال مشاركته في مبادرة الأحزاب الشيوعية  و العمالية اﻠ29 في أوروبا.

ماذا يفعل المُشهرون؟

إنهم يحاولون تقويض هذه المحاولة الهامة و أكثر من ذلك، فهم يسعون لإهانة أحزاب شيوعية تكافح في ظروف صعبة ضد الطبقة البرجوازية والنظام الاستغلالي.

إن بمقدور الشيوعيين والشيوعيات استخلاص الاستنتاجات.

و هناك شيء آخر متعلق بهذه المسألة: فقد زعم بعض المشهرين المعادين للشيوعية و من ضمنهم السيد توبياس  كلاوسن من تحالف الاحمر والاخضر الادنماركي، بقوله: "لقد وضع الحزب الشيوعي اليوناني نفسه خارج التأثير تماما في البرلمان الأوروبي. وانتهى به الأمر ضمن مجموعة تضم بقايا أعضاء البرلمان الأوروبي الذين لا يرغب أحد بالتعاون معهم و من ضمنهم نواب منظمة الفجر الذهبي. لقد فقد الحزب الشيوعي اليوناني إمكانية متابعة مشاريع القوانين و إجراء المداخلات، كما و حق الكلام".

إن افتراءات هذا الدنماركي "اليساري" المذكورة أعلاه، تتحرك ضمن خط الاتحاد الأوروبي الذي يحاول تحت يافطة "الشمولية" تصنيف الفاشية مع الشيوعية. و يكشف هذا التشهير في سياقه أيضاً عن الوسائل القذرة المستخدمة من قبل الانتهازيين. و ذلك لأنه كان يتوجب على السيد المذكور، الذي يبدو ﻜ"مسؤول عن شؤون الاتحاد الأوروبي"، أن يكون على علم بما يلي:

إن نواب الحزب الشيوعي اليوناني في البرلمان الأوروبي لن ينضموا لأية كتلة سياسية و باعتبارهم كوادر للحزب سيقومون بالترويج لسياسته دون أي التزام آخر.  و بالتالي فإن أي تلميح بصدد "الفجر الذهبي" هو أمر غير مقبول، و يستهين بوعي حتى أولئك الذين ليسوا محيطين بمجمل نضال الحزب الشيوعي اليوناني، ولكنهم على علم بصدام الحزب مع الفاشيين.

و فيما يتعلق ما إذا كان سيكون للحزب الشيوعي اليوناني من الآن فصاعدا إمكانية للمداخلة و الكلام في البرلمان الأوروبي، فنحن نبلغهم أن نواب الحزب في البرلمان الأوروبي سيمتلكون وسائل و إمكانيات ليست بأقل من سالفاتها،  من أجل الكشف عن الطبيعة الرجعية للاتحاد الأوروبي، والتدابير الضد شعبية و للمساهمة في إعادة بناء الحركة في اليونان وأوروبا.

و إلى جانب ذلك، لم يكن "إصلاح" الإتحاد الأوروبي و الرأسمالية من خلال البرلمانات يشكل همَّاً بالنسبة للحزب الشيوعي اليوناني و لنوابه في البرلمان الأوروبي، على غرار ما هو همٌّ  للأحزاب المنضوية ضمن حزب اليسار الأوروبي. إن نواب الحزب يتواجدون في البرلمان الأوروبي لأسباب محددة هي:

أ) لكيما يتمكن الحزب من امتلاك صورة واضحة عن التدابير الضد شعبية المقررة في هذا المركز الإمبريالي.

ب) بغرض الإسهام في الإعداد الناجز للحزب والحركة العمالية ذات التوجه الطبقي وغيرها من التجمعات المناهضة  للاحتكارات و الرأسمالية، و لتنظيم نضال العمال ضد تدابير الاتحاد الأوروبي والحكومات البرجوازية الضد شعبية.

ج) ليكون للحزب الشيوعي اليوناني منبره الخاص لعرض مواقفه للعمال تجاه جميع القضايا، و لكي يوضح أسباب الأزمة الرأسمالية ويكشف عن طبيعة الاتحاد الأوروبي الضد شعبية في  صدام مع الرؤى البرجوازية و والانتهازية و غيرها .

و هو ما سيواصلون القيام به، كما من قبل، مع التركيز على التعاون بين الأحزاب الشيوعية في أوروبا. حيث ستُخيِّب الممارسة العملية ولمرة أخرى أمل كل أولئك الذين ينخرطون في مناهضة الشيوعية مرتدين قناعاً "يسارياً".

2- تُشكل الموضوعة اللينينية القائلة بأن الإمبريالية هي أعلى و آخر مراحل الرأسمالية، أساس التحليل الطبقي للقاعدة الاقتصادية لكل دولة رأسمالية و لتحديد موقعها ضمن النظام الإمبريالي.

و مع ذلك، هناك مشكلة جادة في موقف العديد من الأحزاب تجاه هذا الموضوع الهام.

إننا لا ننشغل هنا بالشتائم الموجهة ضد الحزب الشيوعي اليوناني على شبكة الانترنت من قبل البعض، بل إن ما يشغلنا هو أنه في حين يجري حديث عن النظرية اللينينية للإمبريالية، تجري عبر الممارسة استبدال النظرية  بصورة كاريكاتورية تحصر الإمبريالية بالولايات المتحدة الأمريكية و تطابقها مع عدوانية السياسة الخارجية.

إن هذا لهو بمأساة، لأن هناك اغتصاباً للواقع يجري من خلال هذا التحليل حيث يجري إبراز مواقف تضليلية للغاية.
فعلى سبيل المثال: عبر انقلاب الثورة المضادة أعيد تنصيب الرأسمالية في الاتحاد السوفييتي.  و هذا أمر لا يمكن إنكاره. حيث تهيمن الاحتكارات في  الأساس الاقتصادي لروسيا، والمجموعات الاقتصادية الكبرى مثل غازبروم و روسنفت ولوك أويل و روسال و بنك VTB، الخ، الخ و تسيطر علاقات الإنتاج الاستغلالية.

و تقوم الدولة و الرئاسة الروسية والحكومة، بالضبط بإدارة هذا الوضع من أجل خدمة أفضل لمصالح الاحتكارات الروسية المتواجدة في منافسة و تعاون مع احتكارات الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وغيرها، و دائما بهدف السيطرة على أسواق الطاقة و مصادرها وخطوط أنابيبها.

ففي لحظة تاريخية معينة من الممكن أن تتعارض سياسة روسيا الخارجية على سبيل المثال مع عدوانية الولايات المتحدة تجاه سوريا. ولكن هذا ليس بمعيار يقول بأننا بصدد قوة مناهضة للإمبريالية يتوجب على الشعوب و الأحزاب الشيوعية الإنحناء تقديراً لها.

و يثبت ذلك عينه من تطورات أوكرانيا المرتبطة بتدخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة و تنافسهما مع روسيا، خلال "معضلة" ما إذا كانت أوكرانيا ستنقاد إلى أحضان الاتحاد الأوروبي  أو إلى الإتحاد الجمركي لروسيا وروسيا البيضاء وكازاخستان.

إن معيار موقف روسيا و بوتين هو مصالح الاحتكارات الروسية وليس الشعوب.

فحتى الولايات المتحدة تقوم في بعض الحالات بتكييف سياستها الخارجية. فهي على سبيل المثال، إنها تتخذ مبادرات و تضغط من أجل "حل" على سبيل المثال للمشكلة القبرصية في هذه الفترة  كما و للمشكلة الفلسطينية، و هي تقوم بتحركات ذات صلة، ولكن هذا يرتبط بتعزيز مصالح الاحتكارات الأمريكية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، من أجل السيطرة على الهيدروكربونيات واستغلالها و لمواجهة مخططات وأهداف منافسيها الذين يتحركون أيضاً في المنطقة.

إن هذه الحقائق البسيطة هي مفيدة جدا من أجل التغلب على الالتباسات و من أجل سيطرة المعيار الطبقي الذي يعتدى عليه عبر بعض المداخلات التي تجري على شبكة الانترنت.

ما هو الذي ينبغي دراسته بعناية؟

هناك تجلٍّ بوضوح أكثر لنزعة قيام تغيرات كبيرة في ميزان القوى بين الدول الرأسمالية، خلال أزمة فرط التراكم الرأسمالي العميقة عام 2008 - 2009، تحت تأثير قانون التطور الرأسمالي الغير متكافئ ، و هي التي التي لم تتجاوزها جوهرياً بَعد، العديد من الإقتصادات الرأسمالية. حيث تتعلق النزعة المذكورة بأعلى مستويات الهرم الامبريالي. حيث لا تزال الولايات المتحدة القوة الاقتصادية الأولى، ولكن مع تسجيل انحسار كبير في حصتها من الناتج العالمي الإجمالي. في حين حافظ الاتحاد الأوروبي بجملته حتى عام 2008 على الموقع الثاني في السوق الرأسمالية الدولية، هو موقع فقده بعد الأزمة.

و برزت الصين سلفاً كثاني أكبر قوة اقتصادية، و تعزز موقع تحالف دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) في إطار الإتحادات الرأسمالية الدولية، كصندوق النقد الدولي واﻟG20 . إن تغير موازين القوى بين الدول الرأسمالية يجلب تغيرات في تحالفاتها البينية، حيث تحتدم التناقضات البينية الإمبريالية خلال الصراع على التحكم بمساحات الأراضي الإقتصادية و الأسواق وإعادة توزيعها، وبخاصة حول منابع الطاقة والثروة، و طرق  شحن البضائع.

و تتمايز السياسة الخارجية للدول المنضوية ضمن البريكس عن سياسة الولايات المتحدة (وفقا للحظة التاريخية) نظراً لامتلاكها لنقاط انطلاق و أهداف مغايرة، ومع ذلك، فإن سياساتها تخدم مصالح و مخططات طبقاتها البرجوازية و مجموعاتها الاحتكارية. إن هذا هو العنصر الرئيسي الذي يبرز من مسار هذه الدول.

و يعجز أقوى المدافعين عن هذه الدول عن التشكيك  بواقع سيطرة المجموعات الاحتكارية في القاعدة الاقتصادية لها، و بكون أرباح هذه المجموعات معياراً للتنمية و أن ميزتها تكمن في استغلال الطبقة العاملة من قبل رأس المال، حيث يتواجد معدل استغلالها في مستوى مرتفع.

3- إننا لم نزعم  أبدا أن الرأسمالية في اليونان والبرتغال وغيرها من البلدان ذات الموقع الوسيط في النظام الإمبريالي، قد حققت ذات مستوى تركيز و تمركز رأس المال، و بأنها قد تطورت على قدم المساواة مع الرأسمالية في الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الأقوى في الإتحاد الأوروبي.

فمن المعروف أن النظام لا يتطور بتماثل و توازن، بل أن سمته المميزة هي التنمية غير المتكافئة التي هي القانون المطلق للرأسمالية.

ومع ذلك، فإن القضية الأساسية هي أن تركيز وتمركز رأس المال قاد و منذ سنوات عديدة،  إلى ولادة الاحتكارات ونموها فهي تشكل نواة الرأسمالية وخليتها خلال مرحلتها الإمبريالية. و هو أمر لا يمكن إنكاره، حيث تتمثل قرائنه في المعطيات الإقتصادية ذاتها.

إن هذا التطور ذاته يشكِّل أساس تحليل الحزب الشيوعي اليوناني، خلال صياغة استراتيجيته وتكتيكه النابع منها.
حيث يطرح برنامج الحزب الذي أقر في مؤتمره اﻠ 19، القضايا التالية:

حققت الرأسمالية اليونانية مكاسباً في أول فترة ما بعد انقلابات الثورة المضادة في دول البلقان المجاورة كما و من الإنضمام للإتحاد الأوروبي، حيث تمكنت من القيام بتصدير مهم لرؤوس الأموال بشكل استثمارات مباشرة ساهمت في ربحيتها و في تراكم الشركات و المجموعات اليونانية.

و توسع تصدير رأس المال إلى تركيا ومصر وأوكرانيا والصين كما و إلى بريطانيا والولايات المتحدة وإلى غيرها من البلدان. و شاركت بنشاط في جميع التدخلات والحروب الإمبريالية، كتلك التي جرت ضد يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان و ليبيا و غيرها.

حافظ الاقتصاد اليوناني في العقد الذي سبق بداية الأزمة الأخيرة، على معدل نمو أعلى للناتج المحلي الإجمالي السنوي و بشكل ملحوظ مقارنة مع مثيله في الاتحاد الأوروبي و منطقة اليورو، و ذلك دون حصول أي تغيير جوهري في موقعه ضمن المنطقة المذكورة. و لكنه تمكن من ترقية موقعه ضمن منطقة البلقان.

حيث تقهقر بعد الأزمة موقع الرأسمالية اليونانية في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي كما و عموماً ضمن هرم الامبريالية، و هو تقهقر لا ينفي حقيقة أن انضمام اليونان إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية و الاتحاد الأوروبي كان قد خدم أكثر قطاعات الرأسمال الاحتكاري المحلي ديناميكية و أسهم في تحصين سلطته السياسية.

حيث تُشكِّل مشاركة اليونان في منظمة حلف شمال الأطلسي و تداعيات هذه المشاركة من روابط إقتصادية سياسية و تبعيات سياسية عسكرية تجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، عوامل تحدُّ من القدرة التفاوضية للطبقة البرجوازية اليونانية و من هامش مناورتها، حيث تخضع جميع علاقات رأس المال التحالفية للتنافس و عدم التكافؤ، وبالتالي هي علاقات تخضع لأفضلية الأقوى، و تتكوَّن بصفتها علاقات تبعية متبادلة غير متكافئة.

و ازداد خلال العقدين المنصرمين تطور الظروف المادية الناضجة سلفاً أجل الاشتراكية في اليونان. حيث توسعت و تعززت العلاقات الرأسمالية في مجال الإنتاج الزراعي، و التعليم والصحة والثقافة - الرياضة والإعلام.

 و حصل تمركز أكبر في مجال الصناعات التحويلية و التجارة و البناء و الإنشاء و السياحة. كما و تطورت شركات رأسمالية خاصة في قطاعات الاتصالات والطاقة بعد إلغاء احتكار الدولة لها.

و ازدادت نسبة العمل المأجور بشكل هام ضمن التشغيل العام، في حين بقي ثابتاً عدد العاملين لحسابهم الخاص، حيث ترافق انحسار عددهم في أحد قطاعاتهم مع زيادة عددهم في قطاع الخدمات.

حيث ازداد نضوج الظروف المادية الناضجة سلفاً للاشتراكية. إن هذا هو موضوع حاسم، لأن هذا التطور ليس متعلقاً فقط باليونان. وهو ما يؤكده تطور الرأسمالية الاحتكارية في العقود الأخيرة.

و يبرز في مجمل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية احتدام التناقض بين الطابع الاجتماعي للعمل و بين التملُّك الفردي الرأسمالي لمعظم نتائجه، كنتيجة للملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج المتمركزة. حيث تبرز الضرورة الملحة لفرض الملكية الاجتماعية و التخطيط المركزي عبر سلطة عمالية. فالاشتراكية هي الآن أكثر ضرورة و راهنية من ناحية الظروف المادية، من أي وقت مضى.

وبناءاً على هذا التحليل،  يُشدِّد برنامج الحزب الشيوعي اليوناني على أن الهدف الاستراتيجي للحزب هو  امتلاك  سلطة العمال الثورية وديكتاتورية البروليتاريا من أجل  بناء الاشتراكية باعتبارها الطور الغير ناضج للمجتمع الشيوعي.

إن التغيير الثوري في اليونان سيكون اشتراكياً.

سيتخلص الشعب اليوناني من أصفاد الاستغلال الرأسمالي و من التكتلات الامبريالية، عند إقدام الطبقة العاملة وحلفائها على إنجاز الثورة الاشتراكية و تحقيق بناء الاشتراكية - الشيوعية.

لذا فإننا نُصرُّ على أنه يتوجب على "أولئك" المنخرطين في الافتراء على الحزب الشيوعي اليوناني، الالتزام بدراسة مواقفنا، و أن يتكلموا على أساس الوقائع الفعلية و أن يسندوا انتقاداتهم بحجج لا بكلام فارغ. وأخيرا،  فليتجنبوا استخدام المزاعم التي تستخدم من قبل كلا المدافعين عن البرجوازية والانتهازية في اليونان، لضرب حزبنا الذي يقود الصراع الطبقي بالوقائع المثبتة، و يتصدَّر الصراع الطبقي و يمتلك قوى متينة ضمن الحركة العمالية الشعبية و هو الذي تحصَّل في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من الصعوبات على مئات الآلاف من أصوات العمال في الإنتخابات البلدية والإقليمية و انتخابات البرلمان الأوروبي، متحصلاً على مئات المقاعد في المجالس البلدية و الإقليمية، وأربعة رؤساء بلديات في المدن الكبرى بما في فيها ثالث أكبر مدن البلاد، و نائبين في البرلمان الأوروبي.